الشاعر والمترجم عبدالكريم كاصد

الشاعر والمترجم عبدالكريم كاصد

للشاعر

تحميل الملف pdf شاعر العدد

مجموعات شعرية

1 الحقائب الطبعة الأولى 1975 دار العودة- بيروت
الطبعة الثانية 1976 دار الأديب- بغداد
الطبعة الثالثة 2011 دار تموز- دمشق
2-النقر على أبواب الطفولة الطبعة الأولى 1978 مطبعة شفيق- بغداد
3-الشاهدة الطبعة الأولى 1981 دار الفارابي- بيروت
4- وردة البيكاجي الطبعة الأولى 1983 دار العلم – دمشق
5- نزهة الآلام الطبعة الأولى 1991 دار صحارى- دمشق
6- سراباد الطبعة الأولى 1997 دار الكنوز الأدبية – بيروت
7- دقّات لا يبلغها الضوء الطبعة الأولى 1998 دار الكنوز الأدبية- بيروت
8- قفا نبكِ الطبعة الأولى 2002 دار الأهالي- دمشق
الطبعة الثانية 2003 دار الأهالي- دمشق
9- زهيريّات الطبعة الأولى 2005 دار الكندي-الأردن
10- ولائم الحداد الطبعة الأولى 2008 دار النهضة العربية- بيروت
11- الديوان المغربيّ الطبعة الأولى 2009 دار الحرف- المغرب
12- الفصول ليست أربعة الطبعة الأولى 2009 اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين- البصرة
13- هجاء الحجر الطبعة الأولى 2011 مؤسسة أروقة للدراسات والترجمة والنشر، القاهرة
14-حذام الطبعة الأولى2011 دار تموز- دمشق

ترجمات

كلمات لجاك بريفير 1981 دار ابن رشد- بيروت

أناباز  لسان جون بيرس 1987 دار الأهالي- دمشق
قصاصات ليانيس ريتسوس 1987 دار بابل- دمشق
عن الملائكة لر فائيل ألبرتي 2011 دار التكوين- دمشق
نكهة الجبل 2005 دائرة الثقافة والإعلام – الشارقة
ربة الشعر هي الكومبيوتر 2011 دار أروقة للدراسات والترجمة والنشر- القاهرة
أفكار موجزة عن الخرائط 2011 دار أروقة للدراسات والترجمة والنشر- القاهرة
البحث عن صورة هيجل 2011 دار أروقة للدراسات والترجمة والنشر- القاهرة

قصـــــــائد

في صحبة جلال الدين الرومي

 

لقاءٌ في الحلم:

في نومي

قابلني مولاي الشيخُ جلالُ الدين الروميّ

قلتُ لهُ:

يا شيخي ما الفرقُ تُرى بين الحانةِ

والمسجدْ؟

قالَ وقد علتِ الصفرةُ وجهَهُ:

في الحانةِ

يقتربُ اللهُ من العبد

وفي المسجد

يقترب العبدُ من الله

قلتُ: وهلْ ذَكرَتْ أسفارُكَ هذا يا أبتِ؟

قالَ: وأنّى للميّتِ أنْ يتذكرَ..

ثمّ أفقتْ

 

 

 

 

 

 

في الحانة:

 

أبتِ

لماذا دعوتَني إلى حانتك/ وعرضتَ عليّ خمورَك.. كلَّ خمورِك/ وطلبتَ- وقد أمسيتُ أنا الثمل الراكع في الحانة – ألاّ أخرجَ سكران؟

*

أأظلُّ هنا في الحانةِ

بين نداماك

متى تأتي؟

*

ملائكة أقبلتْ

فلماذا الحانةُ مغلقةٌ؟

*

النجومُ تتعثّرُ في الساحةِ

الشمسُ تتعثّرُ في الساحةِ

القمرُ يتعثّرُ في الساحةِ

وأنا وأنتَ مليكان

يتعتعُنا السُّكْر

 

 

 

 

 

 

 

أسر:

 

بقامةٍ ممشوقةٍ

تقطعُني كالسيف

وتبعثُني كالربّ

*

أنا الببغاء

– ببغاؤُكِ-

أين القفص؟

*

كنسرٍ معصوب العينين

أتحسس عريكِ

بجناحيّ

*

لنحلّقْ أنا وأنتِ طائرَين

في عدمٍ كالوجود

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ظلال:

 

الظلال تملأُ البيت

ظلالٌ حائرةٌ..

وأخرى تبتسم

ولكنْ

من ذاك الظلُّ الواقفُ وحده في الشمس؟

ما شأنُهُ يا أبتِ؟

*

حتام نسيرُ على البحر

ونخوّضُ في اليابسة؟

 

*

ماذا نفعلُ في هذا الفجر؟

النهارُ طويلٌ.. طويل

كالأبديّة

*

أنرقص؟

أوطانٌ ترقصُ

وتدور..

يا أبتِ

 

 

 

 

خاتمة:

 

نحن الشعراء

الأطفال

أحبّاء الله

سيُجلسنا الله

قريبين إلى عرشهِ.. متّكئين

وقد نُسمِعُهُ ما قلنا من كُفرٍ أنشدناهُ..

فيضحك

مبتهجاً بقصائدنا.. اللهْ

 

 

 

 

 

 

ماذا تبقّى؟

ما الذي قد تبقّى لنا؟

يا غسّان كنفاني!

أنطرقُ أبوابَ منازلنا كالصهاريج

(من الداخل)

ولا أحدَ هناك ليفتح؟

*

منْ يصدّق أنّ لأفكارنا في الرأس

سلاسلَ في القدمين؟

*

الكتبُ أرجعتنا أميّين

الدينُ جاهليين

الهجرةُ مقيمين

والخلاصُ ألبسنا أكفانَ الموتى

*

منفرداً

على مسرح كبيرٍعائم

في هذا الفضاء الموحش

كأنّهُ العدم

حتّام ترى أصنعُ أدواراً وأمثّلها..

وحدي؟

*

كثيراً ما تقفُ أحلامُنا

سدوداً غبراء

لأحلامٍ أخرى

*

أشباحٌ

بعكاكيز

ونظّاراتٍ سوداء

أسألها: من أنتِ تُرى أيتها الأشباح؟

تسألني: من أنتَ؟

كيف تعارفنا فيما بعد إذنْ؟

*

يا أمّي

يا أمّي

مآتمُنا أمستْ وأعيادُنا سواء

*

هل تسألني عن آخر أخبارِ الأحياء؟

عفواً..

ليس لديّ سوى أخبارِ الموتى

 

 

 

 

 

 

من تخريفات سنة 2016

 

حروبٌ بعدد شعر الرأس

ولا أهميةَ لذلك

مادام الرأسُ موجوداً

*

أتيتُ من جهةٍ لم أكن فيها

وسأذهب إلى جهةٍ لن أكون فيها

سائراً في طريقٍ لم يوجدْ

ها.. ها.. ها

*

كتابٌ لم يستعرْهُ أحدٌ

منذ عشرين عاماً

استعرتُهُ أمس

*

القصيدة التي كتبتها قبل نصف قرن

والقصيدة التي كتبتها اليوم

ما الذي يجمعهما؟

تسألني قصيدتي القادمة

*

 

المحطة القديمة التي اختفتْ

ها هي الآن تنبعثُ ثانية

لقطارٍ واقفٍ منذ سنين

 

*

بين مدينتين

– أين هما؟

يقول لي هذا السائرُ خلف الحشد

*

يا لهذه المدينة الغريبة!

خيول تراهن

على بشر يتسابقون

*

قال:”أعرفُ عنك كلَّ شيء”

قلتُ:”كلّ شيء؟”

قال:”أجلْ..”

قلتُ:”إذن لن تعرفني أبداً”

 

*

خاتمة:

 

صحتُ بالريح:

يا ريحُ.. يا ريحُ

فارتدّ صوتيَ: يا ريحُ.. يا ريحُ

يا……..

 

2016

 

 

بطاقات تهنئة إلى آدم

(لمواساته في العيد)

 

1-

 

وضعتُ مرآةً أمام السماء

فرأيتُ الله

وهو يحيّي آدم

بينما كان ثمَّ ملائكة يلهون

وسط الأشجار

2-

 

اليوم

الحديقة فرحة

الضفدع

يجلس بوقارٍ على ورقةٍ

طافيةٍ فوق الماء

النمل يلتفّ سواراً أسود حول الجذع

الأفعى تقف حارسة

وتحدّق في الأشجار

القنفذ أخضر

والسحليّة خضراء

وأنا آدم أجلس أخضر ايضاً

منتظراً حوّاء

 

3-

 

قالت حوّاء:

– سأصبغك بالأخضر يا آدم

– لِمَ؟

– لأرى الجنة

– وأنا ماذا أفعل؟

– هبني التفاحة ثانيةً!

– حسناً..

وسأدعو الأفعى

 

 

2015

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أوديب

 

أوديب

الفَطِنُ

المقروحُ القدمين

الطالعُ بالحربةِ والدرع

القادمُ كإلهٍ في مركبةٍ للحرب

الصارخُ في وجه أبيهِ، الملكِ الكهل:

” تنحَّ عن الدرب..!”

القاطعُ طرقاً لا عودة منها أبداً

هذا الضالعُ في حلّ الألغاز

السائرُ فوق حطام أبي الهول

الخائضُ في وحْل خطيئتهِ،

ما أغباهْ..!

وهو يحدّق في المرآه

فلا يبصر في وجههِ وجهَ الأمِّ المفزوعةِ..

(أمّهِ ..)

أوديب الأعمى

 

لندن 30 نيسان 2019

 

 

 

 

على خطى سبينوزا

ما يؤلمني

ليس لصوصك يا اللهْ

ليس كتائبك السوداء

جنودك،

راياتك،

تلك منائرك اللامعة

(تُشاد على أقبية التعذيب)

سيوفك

ما يؤلمني

هو أنتَ:

اللهْ

 

 

قصيدة بيضاء

أحياناً أتذكر سوقاً خضراء

نهراً أبيضَ،

أشجاراً بيضاء

واجهةً تلمعُ، فرناً للخبز يضيئهُ وجهُ امرأةٍ، طاولةً في مقهىً من مترين، وبقعةَ ضوءٍ تهربُ، مَنْ كان يحدّثني؟، منْ كنتُ أحدّثهُ؟، في أيّ زقاقٍ في الأرض؟ وذاك الشارع مسقوفاً كان ترى أم مغتسلاً بالشمس؟ وفي طرف الشارع أتذكّرُ فرساً بيضاء تكادُ تطير، وطيراً أخضرَ مدّ جناحيه..

أكانا حقّاً؟

والساحة تلك أتذكّرُها؟

امرأةٌ تلمس كتفي ونسير..

ها ها ها.

 

 

 

مسرحية قصيرة جدّاً

 

 

الفصلُ الأول:

 

حرب

 

الفصلُ الثاني:

 

سِلْمٌ أسوأ من حرب

 

الفصلُ الثالث:

 

أحياءٌ مفزوعون 

يزورون الموتى

 

الفصلُ الرابع:

 

موتى مفزوعون

يزورون الأحياء

 

الفصلُ الخامس:

 

لا أحدَ هناك

أين ذهب الأحياء؟

أين ذهب الموتى؟

 

النهاية:

 

من يعرفها؟

 

2015

 

 

 

 

الأعمى

 

 

التمثال..
يحدّقُ
الوردةُ خلف سياج المبنى
أشجارُ الشارع
تلك الغيمةُ وهي تمرّ
الحلزونُ القابعُ في الظلّ
الشرفاتُ الواطئةُ
كلابُ الطرق السائبةُ
الموتى المارّون
الريحُ اللائبةُ وراء الأبواب
عيونُ الساحات
تحدّق
ماذا..؟
ماذا يجري في الشارع؟
قال الأعمى

 

 

2015

 

 

 

تاريخ

 

قطعانُ وحوشٍ

عيلاميّون

كيشيّون وحيثيّون

إغريقٌ

رومانيّون

قبائلُ زاحفةٌ

أمويّونْ

فرسٌ

عباسيون..

مغولٌ صُفرٌ

وخرافٌ بيضٌ

سودٌ

عثمانيّون

وأعرابٌ ثانيةً

أبناءُ الضبع

وأبناءُ العوجةِ

إسلاميون

وأدنى

 

2017

 

 

 

 

فندق

 

“فندق الهاوية الكبير”

لوكاتش

 

على جرف هاويةٍ

فندقٌ من زجاجٍ

موائدُهُ من زجاجٍ

وأطباقُهُ من زجاجٍ

وأشجارُهُ

– لو تأملتَ في الواجهات –

 زجاجٌ

وحتى الظلال التي تعبرُ الآن،

وهْيَ تُطلّ

وتُلقي بنظرتها

– يا لصفرة نظرتها –

من زجاجْ

 

2016

  

 

 

 

 

إلى العام 2019

 

معتذراً

سأنتظر في نهاية الطريق:

الأعمى لأهبَهُ عينيّ

العاثرَ خطواتي

الطفلَ راحتيّ

العاري ردائي

المجنونَ حكمتي (إنْ بقيتْ لي حكمةٌ)

والقاتل؟

ماذا أهبُ القاتل؟

قلبي

لأرى ماذا يفعل؟

(أوه.. ما أغربَ أنْ يخطرَ لي ذلك!)

……………….

……………….

أجل..

سأنتظر

ولن آسفَ أبداً

أيها العام!

2019/1/1

 

 

 

 

العودة إلى الآلهة

وأخيراً

سأعودُ إلى آلهتي

سالكاً طُرُقاً لم يسلكْها أجدادي

في السماء

أو الأرض؟

في اليَقَظَةِ

أو الحُلْم؟

لا أدري

وسأقفُ عند عتبةِ أوّلِ معبد

ناثراً هداياي

حمامة بيضاء مهيضة الجناح … روحي

تفاحة أذبلَها الطريق…  قلبي

خصلة شعرٍ أبيض… آلامي

سأقف طويلاً

طويلاً

فلا تكوني قاسيةً

يا آلهتي..!

 

1-8-2018

 

قصيدة عن عالم آخر

 

عند الجسر

ألا تذكرُ؟

هل أنتِ؟

ولم تكُ هيَ (هلْ كانتْ؟)

فأنا أعرفُها من تلك الرجفةِ في الشفتينْ

قالتْ:

– آهٍ لو جزنا الحدثَينِ معاً!

– أيُّ الحدثَينْ؟

قلتْ.

هل كان الجسرُ بعيداً؟

هل كان الجسرُ قريباً؟

والقريةُ تلك.. متى نبلغُها؟

سنكون هنالك بعد شتاءين

وقد لا نرجعُ في البرد…

أكنّا عند الجسر؟

أكنّا أبعدَ؟

أقربَ؟

كنّا أينْ؟

 

2015

 

 

 

غناء

 

قبلةٌ منكِ
توقفُ كلَّ القطارات
توقفُني
حاملاً باقةَ الورد

أهبطُ
لستُ المسافرَ
أخطأتُ
أنتِ المسافرُ
أنتِ الطيورُ طيورُ المحطةِ..
تحملني قشّةً
في سماء المدينةِ
أنت القطاراتُ تلك..
تُطيرُ وتهبطُ
ثمّ تطيرُ وتهبطُ
ثم تطير
ترانيَ أبصرُها؟
أين؟
أين اختفيتِ؟

 

2017

 

سلاما ً طوكيو

 

في ساعاتٍ عشر

اجتزتُ نهاراً، ليلاً، ونهاراً آخر

جالساً في مكاني كبوذا

 

*

 

حلمت أنني غادرتُ طائرتي

وجلستُ إلى طاولةٍ في مقهى في الشارع

ثم رجعتْ

 

*

 

حتّى في آخرة الليل
تمرّين قطاراً
للساهر في ليلكِ.. طوكيو..!

 

*

 

غرابٌ صاح
فردّد صيحتَهُ الأفقُ بعيداً:
باشو..! باشو..!”

 

*

 

مظلّتان
واحدةٌ لي
وأخرى لشجرةٍ في الشارع

 

 

*

 

هاتشيكو..

من تنتظر الآن؟

وقد أمسيتَ وحيداً وسط الآلآف من الناس

 

*

في “أودابيا”

الجسور تصعد وتهبط كما البشر

والهواءُ أراجيحُ لنوم الأزهار

 

*

 

بقصبتين اثنتين

يحملني اليابانيُّ خفيفاً

كما يحملُ حبةَ أرز

 

*

وددتُ أن أرى قمامةً في الشارع

بيتاً خرباً

نافذةً مهجورةً

لأتذكّر وطني بخيرٍ.. يا إلهي!

 

 

 

طوكيو لندن 2019

هاتشيكو: هو الكلب الوفيّ الذي انتظر سيده، بعد رحيله، في المحطة أحد عشر عاماً حتى وفاته سنة 1936 .

أودابيا: جزيرة ساحرة في طوكيو.