الحياة

الحياة

سناء غيلان

الحياةُ قصيدة..
القصيدةُ جنونٌ
في بحر الغواية،
صوتٌ هادرٌ..
لا يسمعُهُ غيري…
تحاورني القصيدةُ
بأسلوب الطَّمثِ
ولغة الوجعْ…
حدَّ الجرحِ،
لمْ تُغيِّرْ إيقاعاً..
لمْ تكفَّ عن مراودتي.
بحرُ القصيدةِ
مدٌّ نحوَ أقاصي الروحْ
شرودٌ لذيذْ…
القصيدةُ بحرُ كلِّ الغواصينَ،
ومرفئي الوحيدْ..
منتجعي الخاصْ،
شالي المخملي،
وسادةُ الأحلامِ
محراب صلاتي،
سريرُ مُتعتي
وخيالي البعيدْ ǃ
القصيدةُ رجلٌ وامرأة
في غيابِ اللفظِ
وحضورِ المعنى…
قطرةٌ سائغةٌ على لهاةِ الشوقِ،
رقصُ الأنامل على مسام الجلد،
قُبلةٌ تكبرُ وتشيخُ على شفاه الحلمِ،
وسفرٌ قصيرٌ.. خارج اللغة…
الصورُ عنابرُ للحمقى،
المساء ينتظرُ علبةَ ليلٍ
صاخبة…
حيث يخفِتُ الضوءُ،
تعلو الموسيقى والنهودْ
يعلو كعبُ امرأةٍ
تُخفي عِطرَ الدهشةِ
خلفَ دخان السجائرْ
ما زلتُ في الظلِّ..
أرى ولا أسمعْ…
حمَّلَتْني القصيدةُ أسراراً،
أدْمَتْ كاحلي
بخلاخلِ الأسرْ
أسيرُ خطواً صغيراً.. سريعاً،
أثـِبُ وأتعثَّرْ..
ليس يؤذيني الصدأُ بكاحلي..
المؤلمُ،
طريقٌ رمليٌ،
كعبٌ عالٍ
وموتٌ بصيغةِ حياة…
هكذا تميتني الحياةُ
وتحييني القصيدة ǃ
تبعثني في الظل.. وحيدة…

من ديوان: أُبعثُ في الظِّلْ

..