قراءة في كتاب

قراءة في   الفاتن نابوكوف

هالة عثمان


اختارت الكاتبة ليلى أعظم زنكنة مجموعة قراءات في أعمال ديمتري نابوكوف  لاكتشاف ” حبكة السعادة ”  كاملة،  ذلك أنها ترى الأدب – وأعمال نابوكوف بصورة خاصة – تجربة في السعادة، وأن فلاديمير نابوكوف قام بايقاظ تلك السعادة بقريحته اللغوية،  والتماعته الثلاثية للغة .

في هذا الكتاب الصادر عن منشورات الجمل،  ومن ترجمة مازن معروف  تتحدث الكاتبة في مقدمة الكتاب ( وهو كتابها الأول ) عن الاحتفاء بالسعادة من منظور نابوكوف  والتي هي طريقة منفردة في الرؤية،  في التساؤل،  في الاستيعاب،  أو كما تقول بكلمات أخرى لصيد جزيئات الضوء الحريفة من حولنا وفقا لمفهومه الخاص الذي يرى فيه الفن  تطفلاً ونشوةً،  فناً يبعثنا في مهمة مبهجة للوعي،  فحتى في ظروف كالظلمة أو الردى،  يخبرنا نابوكوف قائلا أن الجمال البراق يظل يختلج في الأشياء، أن الضوء موجود أينما كان فجوهر المسألة يتمثل في إعادة استرجاع الضوء بموشور اللغة أنه المعرفة بالنوع الأكثر رفعة منها،  هذه المعرفة،  المتضمنة، وحتى آخر درجة في سلمها التسلسلي” كياسة مثالية ” ذلك اننا بواسطتها نحول ما يمكن أن يظهر على أنه مسألة واقعية إلى مفاجآت ابتكارية .

يشكل هذا الكتاب قراءة في أعمال نابوكوف السردية،  وومضات من مذكراته،  وشذرات من قصص أخرى يختبر  نابوكوف بسردها سعادة مطلقة .

الفاتن،  تدوين لمغامرة ما في كل فصل من فصوله،  هو فكرة السعادة،  وكما تقول الكاتبة ليلى أعظم زنكنه،  فإن هذا الكتاب ” ينكشف عن خمسة عشر تنويعا شبيها بمغامرات أليس، وهو يهيم بحيث أن البداية والخاتمة. آنا بعد آن،  ليسا إلا أمرا واحدا،  بل متساويين، أما التجاوزات، فتتحول لتصبح مرايا براقة .”

تستهل الكاتبة كتابها بالتقاطة رائعة لنابوكوف عام 1971  في صباح داكن الزرقة بعد أن تسلق نابوكوف جبل سويسري وبيده شبكة صيد الفراشات، حيث أفصح لابنه ديمتري بأنه حقق كل ما كان يصبو اليه،  وبأنه رجل سعيد إلى حد كبير،  وتتخيل الكاتبه أن نابوكوف كان يهتف من هناك ” ها أنذا،  فلاديمير نابوكوف،  أحييك يا أيتها الحياة “

تحت خمسة عشر عنوانا جذابا أوردت الكاتبة مقتطفات من سيرة نابوكوف،  وقراءات في أعمالة السردية،  واقتباسات من أهم أقواله،  ومن هذه العناوين :  السعادة الباذخة لحالم ما،  السعادة في الجانب الآخر من فوق هاوية شفافة، السعادة بعكس دوران عقارب الساعة،  قرمشة السعادة،  السعادة بالنظر عبر زجاج مرآة، مغامرة قارئة في السعادة .