فضاء المجلة

غرفة وممرات

مليكة فهيم
(إلى فيرجينيا وولف)
غرفة واحدة
غرفة واحدة
غرفة واحدة
تكفي…
تستجيب لعثراتي
تقذف بي…
في مغارة الحبر
أستحم في مائها،
علَّ هدير البراكين
يستكين…
ألملم أجزائي
المبعثرة…
وأرقص رقصي الصاخب.
الجحيم
ألون كوابيسي
وردا يانعا،
وأقصف ذاكرتي
بحزن،
يجر ضفائر
الطفولة.
والشارع اللندني،
القليل الإضاءة…طويل.
وعندما تعبت من حضن نفسي،
توكأت على السطر،
علّني أفتح
شرفات القلب.
وأقتات من شجرة مباركة،
لكن …الجحيم
كان يتعقبني.
يقض مضجعي.
لا الحرف…
ضمد جرحي،
ولا القمر….
أضاء شموع ليلتي.
وكأنها مزامير البداية
نطقت :
” الحلم حياة
اليقظة هي ما يميتنا”
لعنة
كنست عظامي
علَّها تهدأ روحي.
وبين الأمس واليوم،
طفلة غفت على
وسادة الوقت.
تمد فتنتها
لاحتراق الموج.
تعزف أقاصي التنهد،
تخبئ بعضا من لعنة،
كأنها ظل يتأبط
سهو الخطو،
مل الصمت القديم
فنسج للصمت
شكلا جديدا
وتاه في الغمام.
الصدى
أكان يلزمني
كل هذا العويل
لأستعيد مرافئي..؟
وأنا الممتلئة بأحلام
بسكر أقل،
وبنداءات الهاوية؟
“الماء الأملس”
يا ماء..ارم تميمتك
انتشلني…
أنا الآن يا ماء
أنسج حنيني إليك،
وأنت مذاق أشتهيه.
سأرسم تجاعيد خوفي
وآتيك،
يتسلقني الإرتواء فيك
ماذا أخسر يا ماء؟
امتطيت السماء
علني أقطف
كل النجوم والألوان
كم من كواكب
مرت على جرحي؟
لكن.. هزمتني الظلمة
ووحشة الكون…
أمعن النظر في عينيك.
يدهشني هذا النقاء…
وأتذكر السيدة دالاواي،
وعينيها الزرقاوين.
على درج الماء أصعد،
وليس معي سوى أنا،
أنظر فيك عدمي.
أتلذذ الخدر الأبيض الشفاف
هو الزلال يبتلع خطاي
فأغدو أخف وأجمل.
القرار
سأحبو فوق ألمي
وأسكن وجعا يسكنني
سأمزق زهور الحفل،
ألعن كل الكروب والحروب
وأكتب آخر نسماتي
إلى ليونارد،
ليونارد العاشق المسكين.
سأحمل عكازي الأبيض،
أمر على آخر زهرة ثلج
وأرتديـــــــك يا ماء كفنا.
اعتذار
ولكي لا “أخيب ظن العدم”
أدخل شباك الحلم
وأصغي إلى جسدي.
وبقع الماضي
تتستر على أسرارها.
أُ ُطل عليًّ
من شرفة ” الماء الأملس”
وأنا أتذكر فان غوغ…
ولوحة الحذاء…
وحديث هايدغر…
وأعتذر للطريق
أعتذر
للطريق…