نصوص

لم أعد أعرف

ميمي أوديشو
لم أعد أعرف
أيُّ عداءٍ مدبب الزوايا
هذا الذي يمزّقُ الليل
في ثوب نومه
أراك أيها الجسد
متقن الصنع كتمثال
أنيقَ التفاصيل كرصاصة
ناعمٌ كقطرات عرق النحّات
ممتلئٌ بحزمْ مِن رغبات
مسروقٌ مِن وطنه
مسجونٌ في متحف
لا يحيطُ به إلا
جدرانٌ زجاجية تفضحُ عجزهُ عن الحركة
يتزين بكبرياءٍ مزيّف
وحدها الروح التي لم يجرؤ أحدٌ على سرقتها
باقيةٌ في انكسارات الوطن
تحترفُ تجاهل الانفجارات
فإما أنْ تتمرَغَ بعطر الحبيب
أو تحشُرَ نفسها بين خيوط ثوبِ بنات الهوى
و أحياناً تختبئُ في تشقّقات أقدام المتسولين
ترسل قهقهاتها للجسد الذي فتح ذراعيه للعفّة الكئيبة
بأغنية تقول :
//الجسدُ المسكين كحُلمةِ أنثى يبدأُ
طرياً
فتياً
فضولياً
ثم بالحكمة مضطرباً مسترخياً
و أنا بلا تجاعيدِ وطن
و لا حدودِ خطوة
ألملمُ المطرَ غنائما
أركلُ التاريخ و الزمن برحلة //
و بين قهقهةِ الروح
و قهرِ الجسد
ينسلخُ جلدُ ليلي
أنام و أنا
عاريةُ الأحلام
مشوّهة الراحة
مُمزّقة السكون