نصوص

أنا رجلٌ مهزومٌ

وديع ازمانو
أنا رجلٌ مهزومٌ
فقدتُ كلَّ أبنائي في مُضاربةٍ فاشلة
مع جاري الفقيه
وأضعتُ أجرتي الشهرية
في مُراهنةٍ بخسةٍ ، مع جارتي الحمقاء
لا أفتح نافذة الغُرفةِ كي لا تمرَّ النظراتُ السريعةُ
فأسقطَ في السرير لأسبوعِ
أنا لا أؤمن ب “العينِ” أو “الحسد”
ولكني أؤمن بالرِّيحِ، تُسقطني ،كلَّما قلبي تطيَّر
أؤمن بروحٍ مثل اسفنجةٍ ، تشربُ الدموع
و”لا تسكر”
هاتوني بمالكي جواهر ، لأدخل في مراهنةٍ أخرى
سأراهنُ بقلبٍ لا يصدأُ
ودموعٍ من فضَّةٍ
بحجر العشقِ المقدّس
ومسرَّة العاشق
بالهذيان الجزيل
وسرطانِ الشهوةِ
بالعدد الهائل للفاشلين
ونشوةِ الفراغ
بالبشريةِ تتمدَّدُ على صخرةِ المذبح
و بمعدنِ الجريمة
سأراهن باليأسِ و الجنون
وسأنزعُ من الأصدقاءِ ، جوهرنا ذاك ، الذي صار بثمنٍ !
أنا رجلٌ مهزومٌ كما قُلتُ ؛
يكفي أن أصبَّ في الكأسِ قطرةَ نبيذٍ ، فيحمرُّ الأطلسي
بعينٍ غاضبة
يكفي أن أقول ؛ أحبك يا امرأتي
فيقبلَ قطيعٌ من الضباع !
يكفي أن أبكي الآن ، لتتباهى ملائكةٌ في السَّديم
سأراهنُ بروحي ، تلك الشبيهةُ بنباحٍ كلبٍ أعور
وسأركضُ بما لا نهايةٍ، في حلبة المجانين هذه
وإذا سقطتُ ؛ انزعوا عني الجسد
وارموه في أقربِ مشواةٍ
إذا ذُبتُ حلاوة في لسانٍ
فاقتلعوني من الحنجرة
إذا رددتني شفاهٌ ، في طراوةِ الجُرحِ و النبيذ
حرِّروا سنواتكم الذابلة
وراهنوا عليَّ ؛
في هزائمكم القادمة !
……….