فضاء المجلة

حبّ متفرّق بين العشائر

هدى الدغاري

شوقه قوْسٌ ملتهب،
فصْلٌ من الأمطار الغزيرة في حرارة ملتهبة،
حبُّه له أثَرُ مزحةٍ عابرةٍ من شفاه الصبايا،
أو صوتُ قلْي سمكاتِ سردين في زيت ذُرَة،
هكذا هو، هذا الحب:

اشتعال دائم،
قرقعات،
فرقعات،
رغوةُ صابونِ جدّاتٍ على اقدامهنّ،

حبّهُ، قبل أنْ يجيئني،
ظلَّ يتمشّى على رمل الصحراء عند الظهيرة،
يُنصِتُ إلى ريح الخماسين الدوّارة،
يقف وسط الخواء ليتحسّسَ جذع نخلة على أحجار مسكن قديم،
حبّه يسكن المغاور القصيّة،
يمرُّ بهضاب وأوديةٍ سحيقة بلا كلام،
عصاه تهشُّ كلَّ القبائل أمامها،
يتسمّع لوقع خلخالها وحفيف الملاءة في الحوش،

وشْمها فوق الجبين وعولٌ تلهث عند النّبع،
وشْمها تحت الكاحل ظبية نافرة!
أما هو،
فقدْ لُقّبَ بجامع الحبِّ المتفرّق بين العشائر.