فتحي عبدالسميع
عَتْمَةٌ صغيرة
تَتمدَّدُ مثلَ ثعبانٍ فوْقَ التراب .
كلما اقترَبَ ظِلٌّ منها
تَفحُّ وتَضطرِب .
رأيتُ الثعبانَ الجريح
رأيتُ النمْلَ وهو ينقلُ أعضاءَه .
كلما هاجَ وانتفَض
تَسقُطُ النملاتُ مِن جُرْحِه
وتَصعَدُ مرَّةً أخرى.
كلما هرَبَ إلى مكانٍ
حَمَلَ في جسمِهِ حِفْنَةً مِن عَدوِّه.
وحْدَهَا الذاكرةُ
ظَلَّتْ نشيطةً حتى اللحظة الأخيرة
تَضحكُ لانتصاراتٍ على الضواري
ونهاية على يَدِ النمل.
عَتْمَةٌ صغيرةٌ بَقيَتْ مِنَ الثعبان
تَتمدَّدُ أمامَ بيْتِي
لا يَمحوهَا الضوءُ، ولا يَرَاهَا العابِرون .
وكلما اقترَبَ ظِلٌ منها
تَهمُّ بالبكاءِ، ولا تَستطيع .
