نصوص

اسمه سلفادور دالي

عبدالله راغب

اسمهُ سلفادور دالى
يظلُّ
وحده
يمسكُ بمطواةٍ خشبيةٍ
يكسرُ العتمة َ
إلى حجارةٍ
ويبنى بها على شرفتهِ
ليلاً
صغيرا ً
يكفى لكى يعتقدَ أنه يخصه وحدهُ
دون أن يزعجهُ فراغُ
نِصف اللوحةِ
بينما البحرُ على
بعدٍ
يرقبُهُ
يوقف ُجريانه
ويعيدُ ترتيبَ الموجِ
على نحوٍ
يعجبُ خرافة ً
وتشدُّ امرأةً من
طرفِ صرخِتها
إلى حافةِ البللِ
ويخبئ لها انزلاقا ً
ناعما ً
إلى فمهِ الفاغرِ
لكن
تهرُبُ استغاثة فيغراث
إلى ضوءٍ بعيدٍ
بعيدٍ
جدا ً
ترسمُ لوحة ً
للوحةٍ معلقةٍ على
بابِ خيالهِ المجنونِ
وتترك جسدها
كاملاً
تجرحهُ ترعة ٌ
ونصفُ ليلٍ
ينتظرُ على حدودِ
القريةِ
بينما
يجلسُ سلفادور دالى
وحدهُ
فوق موجةٍ ساكنةٍ
على الشطِّ
يرتبُ لفتنةٍ
بين الماء
وبين النارِ
ويحشدُ غليونهُ
بكثيرٍ من التبغِ والحشيشِ
بينما الخرافةُ
عارية ٌ
تدورُ فى مدارهِ
يغازلها
تشمُ رائحة َ عرقهِ
وتغيب فى
اصطيادِ الطيورِ المائيةِ الملونةِ
ومحاراتٍ يجرها جنيٌ
يشطب أسماك
القرشِ
والنواتِ من المشهدِ
يخلعُ جسدهُ
ويظلّ عاريا ً
ثم يلقيهِ
فى البحرِ
ينهضُ الريحُ
يتحرك المشهدُ
بينما مازال إطار اللوحةِ
فى يديهِ
يجلسُ فى النصفِ الفارغِ
يحاولُ أن يُقنع َ العالمَ
بإن عينيهِ تبصرانِ
نفسيهما
دون الحاجةِ إلى أن
يلتفت فجأة ً
حول نفسهِ
كى يباغت مرآة ً
تخجلُ
وأن نصفاهُ
امرأ ة ٌ
ورجلٌ
توحدا فصارا
نرجسة ً
لاتنمو بالماءِ أو الصراخِ
فقط
بالفودكا
والهذيانِ
ورقصةَ الفاندا نغو
دون الحاجةِإلى اثنين
واحدٌ فقط
اسمهُ سلفادور دالى .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2014
من ديوان هذا الراقص