فضاء المجلة

باكرا أمضي إلى الله

ياسين الحراق*
في الأربعين
سأكون حزينا أكثر
لن أحتمل المزيد من الأشعار
والكتب المحنطة كمومياء
لن أنهر زوجتي حين تلقي بالصحف التي جمعتها
ذات حياة
سأفتش في جيبي المثقوب
بضرائب الدولة والأحزاب
عن شجرة مسكوكة
سأبتسم لعيني طفل هازئ
بخطاي
في الأربعين
متخلصا من الأزهار التي ربيتها
في شقوق يدي
سأحدق من جورب مثقوب
في الحياة اليتيمة
في سفن الموتى العائدين إلى الله
لن أنسج مزيدا من الأمنيات في قلبي
كما ينسج شاعر أعزب
قصيدة غزل لمومس عمياء
في الأربعين
سأغني بشفتين مبتورتين
عن الصوفي الذي مات بداخلي
في الأربعين
سأفتش عن أقرب حانة
لأرشف الخمور الرديئة
سأبصق في أبواب وكالات الماء والكهرباء
في مكاتب الأبناك الوديعة
غير عابئ بالقروض التي خذلتها
وبالرأسماليين الجدد
في الأربعين
لن أنتظر الحياة المؤجلة
سأفتش عن بندقية صيد
لأموت كخليل حاوي
برصاصة في الرأس.
*شاعر من المغرب