قبل سقوط المساء على حجر الذكريات

فتحي مهذب
قبل أن تفر يداي
الى غابة نهديك العميقة..
قبل صعود النجمة
من تلة عمودي الفقري
واقتراب ثعالب المجاز
من فروة رأسي المهوشة..
قبل ذهاب المسيح
الى مغارة صدري
على جواد أبيض
له طباع الملائك
ورشاقة النيزك..
قبل أن تصغي شجرة العائلة
الى صفير ذكرياتي
مثل أفعى المامبا..
وتبتلعني غابة السيمياء
مثل حمل وديع..
قبل سقوط الرب على قفاه
مثل جعل يائس
بجوار كتفي المتمردتين
ويسيل دم غزير
من أسته الهلامي..
قبل أن تبكي النافذة الحزينة
مثل أرملة
قطعوا حلمها المترعرع
بمنجل..
قبل سقوط الظلام
في مأزق طائفي
واحتراق بريدي تحت جنازير
دبابة عائلية..
قبل بكاء الحجر
تحت رأس القتيل..
قبل أن يغرز أظافره
ندمي
هذا المسافر في أقطار روحي..
قبل دفن المساء
على ساحل نهديك..
سأوقظ طائر الذكريات
وأفر الى مدن غامضة .