الشعر المغربي المعاصر ضرب من ضروب الإبداع المرتبط بالسيرورة الثقافية والتاريخية للمجتمع المغربي، ويعكس بصورة أو بأخرى الواقع الاجتماعي والتصورات المتجددة عنه. تلك التصورات التي تختلف من شاعر إلى آخر انسجاما مع ما يشهده الواقع من هزات على مستوى الوعي بالذات وبالآخر. ولذلك فإن الباحث المتفحّص سوف يلاحظ بيسر وسهولة ذلك التميز في بنية النص الشعري ومدى استجابته للتغيرات الاجتماعية، وكيف عبّر عن رؤى وأفكار نابعة من مكابدات ذاتية وموضوعية، تشير بوضوح إلى قلق وجودي يقترب أو يبتعد عن ملامسة الواقع ولكنه في المحصلة الأخيرة يشير إلى تململات لها تأثير على كينونة الشعراء وما يميزها ائتلافًا واختلافًا وحساسياتٍ وتجاربَ وتصوراتٍ. من هذا المنطلق فإن مجلة نصوص من خارج اللغة أخذت على عاتقها إعداد ملفّ عن المشهد الشعري المغربي المستوعب لذلك التمايز. ولقد طبقت الهيئة الاستشارية معاييرَ صارمةً على النصوص المختارة، حتى أن أسماء كثيرة استبعدناها رغم فاعليتها في الوسط الأدبي المغربي، إما لسوء اختيار نصوصها أو لكثرة الأخطاء اللغوية والشكلية في الرقن والعلامات، ناهيك أن المجلة تجاوزت بعض قرارات اللجنة وأوردت نصوصا متواضعة، وذلك لأن تلك النصوص تمتلك الحدّ الأدنى من مقوّمات الكتابة الحديثة وأصحابها هم من أرسلها، فرأت المجلة نشرها على علاّتها، والشعراء هم من قدموا نصوصهم بأنفسهم.
في الأخير نستطيع القول إن الملف حاول تغطية خارطة الشعر المغربي من وجهة نظر غير مغاربية، وتجدر الإشارة إلى أن هناك أسماء شعرية جميلة لم نستطع التواصل بها مباشرة، لذا فإننا اكتفينا بما ورد في الملفّ.
لتحميل الملف
