مسيرة سنان
مشغولٌ بالسهر :
عن تغليفِ المواعيد المكشوفة،
والكنايات المعلبة.
يداه مفتوحتانِ للغياب
وعيناهُ طفلٌ فقد ثدي أمه
بينما كانت تعد له الفراش…
مشغولٌ بالسهر :
وهو يقلد صوتَ “عبدالحليم”،
مغطياً أذنيه كي لا يسمع
رجع حقيقته ،.
يقلبُ الجرائدَ
يمص شفتهُ السفلى ،
ويقرأُ عنواناً أسفل الورقة :
“باب العاشقين موصد”
يفتح أزار قميصهِ،
يفتش في صدره الذي
كساه الشعر فجأةً
عن فَمِ امرأة
ربما نسيت شفاهها
بجانب حلمته اليسرى ..
مشغولٌ بالسهر ،
يقلم أظافره جيداً ،
خشيةَ أن يخدش عذريةَ طالعه ..
يعترفُ لمرآتهِ
أنه يفقد جاذبيته كل يوم..
يمارس عادته السرية
وأصوات الرصاص
تعبر ثقوب الهواء
مخترقةً حقيقةَ الشهقات.
يحملُ في جيبه قصيدة،
وشهوةُ العذر
تتوقد من خلف نافذته
المشرعة..
يترنح ، إذ يتعرى واقفاً
ويشاهد في “التلفاز ”
مذيعةً الأخبار وهي تتلذذ
بعد الجثث..
يذهبُ باتجاه الطاولة،
هناك يقف عارياً ؛
يكتب قصيدةً مشقوقةً
من وطنيةٍ مالحة..
يدخل أصابعه في جيبه ،
لتخرجَ حمامةً بلا أجنحة…
نسي شفتيه خارج الكوب،
يعترف للسكرِ
بأن طعمه ليس كالقصائد.
نسي معطفه معلقاً
على مشجب المطر،
نسي قدمه اليمنى مبتورةً
على الرصيف.
نسي عيد ميلاده ،
بينما كان يعلق أمنيته
على متن نشوةٍ خارج التوقيت…
You Might Also Like
(سنبلة الحقل)
أنا سنبلة الحقل انتظرتك ،،، وألاف القوافل تحج إليك كأنتظار الطفل في باب الغياب بعد أنتحار النار بدميّ تغرقُ...
ثلاثة نصوص
ريهام عزيز الدين اعتراف حين تلتصق أجساد المُحبين تذوبُ الحدودُ الفاصلةُ بين إطارين تَتَكَشّفُ حديقةُ أحدهما للآخر تتهتكُ اللغةُ...
(هزيمتي في وليمةِ الدمع!)
متى أكونُ أغنيةً عراقيةً لا تؤمن بظلمةِ الأوتار ؟ في ضواحي قلبٍ مثقوبِ الذاكرة أنا طريدةُ الأمسِ البعيد...
أكبرُ بحذرٍ
ولدتٌ بأصابعَ طويلةٍ هذا كلُّ ما قِيل لِي .. من وقتِها وأنا أفكّرُ كيفَ أقبضُ على الرّيح .. لم ينتبِه...