محمد بنميلود
أيها الإله الرائع
لأنك صنعت الفراشة
بيدك التي لن تجف أبدا
من ألوان الخلق الزاهية
وزهرةَ دوار الشمس الكبيرة
والماء الصافي كلؤلؤ على أعناق الأنهار
والسواقي الرقيقة
تجرجر ثوبها الشفيف
على حافة الغابات
لأنك وهمٌ عبقريٌّ
رسام
موسيقي وشاعر
الريح نايك
والمطر على سقوف الأكواخ
جوقة ماء من الألحان
لأن السحاب والرمال لوحاتك اليومية
ترسم وتمحو الجمال بالجمال
فأنت وحيد وحزين
والبشر لن يصيروا أبدا
أصدقاءك
أيها الإله الرائع
لأنك كعصفور ببذلة المايستروالأنيقة
تعلم الأشجار والهضاب الصامتة ألحانك الطويلة
الراقية
وأنت أيضا هضبة هائلة
بعشبة واحدة
ليقف عليها العصفور
أيها الإله الراقي
حتى في حرائق الغابات الكبيرة الدافئة
أنت ناحت الغزالة السريعة
وأنت صيادها
تصنع الهدوء
والرعب
من لا شيء
لتكتمل السمفونيات حتى رعشتى الجنسية
وأنا أضاجع الوجود كله
بطهرانية
ووساخة
ويدي تصل حتى حلمات النجوم
لأنني أحبك
بكل كفري وزندقتي
بكل كراهيتي لك
بكل تناقضاتي
بخيالي الذي يتجاوز حدود الكون
بحريتي التي لن تحدها الأديان
بشعائرها وصلواتها الرتيبة
فقط بأشعاري الناقصة
أمام شقائق النعمان
على أطراف حقول الطفولة
لأنك أنثى
أم ثكلى
وغياب جَدٍّ منذ قرون
وقبور أحبة بزهور جميلة ذابلة قرب الشاهدة
وشواهد بلا قبور
لأنك شكوك
لا يقدر عليها العقل
فهي يقين روح لا تقدر على الشك
لأنك موت وحياة بلا نهاية
حضور مزهر
وعدم مقفر
أيها الإله الرائع
لأنني أحبك كما أنت
سأدافع عنك
بالفراشات
وبأزهار دوار الشمس
أمام كل الدجالين
والسحرة
حين يضعون الوجود كله في قبر صغير
ويخيفون به الفقراء
والأطفال
___
You Might Also Like
(سنبلة الحقل)
أنا سنبلة الحقل انتظرتك ،،، وألاف القوافل تحج إليك كأنتظار الطفل في باب الغياب بعد أنتحار النار بدميّ تغرقُ...
ثلاثة نصوص
ريهام عزيز الدين اعتراف حين تلتصق أجساد المُحبين تذوبُ الحدودُ الفاصلةُ بين إطارين تَتَكَشّفُ حديقةُ أحدهما للآخر تتهتكُ اللغةُ...
(هزيمتي في وليمةِ الدمع!)
متى أكونُ أغنيةً عراقيةً لا تؤمن بظلمةِ الأوتار ؟ في ضواحي قلبٍ مثقوبِ الذاكرة أنا طريدةُ الأمسِ البعيد...
أكبرُ بحذرٍ
ولدتٌ بأصابعَ طويلةٍ هذا كلُّ ما قِيل لِي .. من وقتِها وأنا أفكّرُ كيفَ أقبضُ على الرّيح .. لم ينتبِه...