بسام المسعودي
أكتب نصوصي على صفحات الماء ،
الماء دفتر شفاف ، وقلب الحبر شفاف عكس لونـــه ،
أنا أحمق على درب الحرف ،
أثرثر كثيراً ، أرسم حقولاً من كلمات
على جدر القارئين وماهــم بذلك ،
أكتب عن الحب بلا حب وعن بلد
لا يستطع العيش بلا حرب ،
عن قلب يعشق ألوان الطريق
وهو بلا قدمين ،
عن أمٍ لم تدفن قدم ولدها ،
بترتها الحرب بعد أن عاد جندي بلا قدم ،
صيرتها عكازاً تهش بها ظلها
على مدارب عمرها الباقي
كلما ذهبت تزور قبره
قتلته ” الغرغرينا ” ،
أكتب عن ثلة حمقىٰ يشبهوني
كنا نتنزه عن الويل ثم صار فينا نزهة
حرف وفرجة حماقات ..
أكتب نصوصي من كل زوايا روحي ،
أنا أثقل من حرفي ،
وأخف من معناه ، أنا رسالة بيد ساعي
بريد أضاع بصره ولم ير صندوق الرسائل ،
أحمل تقاسيم الوجع
من وجه نازح ، أحملها على سنة قلم ،
أحملها كصرة بداخلها آهات مدينة وركام بيوت ،
فأنا وحرفي جائعان ، كثيراً ما نأكل خشاش ظلي ،
نسقيه ضحكنا على حالنا ونمضي خلف
معاني الشبع ،
نقرأ نسوة تكتب الحب وقلوبهن
حفر كبيرة تحوي الدم ، في قاعها رجال كثيرون ،
ونكتب عن صديق خانته طيبته
فصار هناك .. الـ”هناك ” حيث يعبر
المسافرين إلىٰ جبال البعد ،
باحثين عن امواج السراب ،
وهو أحب أنثىٰ قالت له : ” قلبي كبير وأنا أحبك،
لـذا لنفترق حتى لا يذبل الحب فينا ” ،
من يومها صار ذابلاً يسقي حبه لها ،
وهي بوزن المسافة بينهما ، تشرب يباب ذكراه ..
كثيرة هي كتاباتي ونصوصي يا أمي ،
عنك وعن وادي الضباب نمر منه إلى
” تعـــز ” ،
الماء فيه نقي مثلك ، وثماره تشبه طعم قبلاتك لي ،
” تعز” تقتلها حريتها والجوع والكوليرا ، يحاصرها كلاب كثيرون يا أمي ،
أنا أكتب نصوصاً لا حاجة لأحد بها ،
تفهمها أصابعي وصاحب
غدا بعيداً عني وذابلاً يسقي حبه
لأنثىٰ قالوا أنها قضت بقذيفة داهمت بيتهم
فماتت وقد إرتوت حبه وموتاً دونه ،
صديقي الذي أحب ،
مثل ورم الريح ، وٱخضرار شاربه
نزهة دمع تفر من جحر عينيه المشتتة ،
كلانا صديقين غريبي النزوح
نكتب النصوص الغريبة ولا أحد يقرأنا …
You Might Also Like
(سنبلة الحقل)
أنا سنبلة الحقل انتظرتك ،،، وألاف القوافل تحج إليك كأنتظار الطفل في باب الغياب بعد أنتحار النار بدميّ تغرقُ...
ثلاثة نصوص
ريهام عزيز الدين اعتراف حين تلتصق أجساد المُحبين تذوبُ الحدودُ الفاصلةُ بين إطارين تَتَكَشّفُ حديقةُ أحدهما للآخر تتهتكُ اللغةُ...
(هزيمتي في وليمةِ الدمع!)
متى أكونُ أغنيةً عراقيةً لا تؤمن بظلمةِ الأوتار ؟ في ضواحي قلبٍ مثقوبِ الذاكرة أنا طريدةُ الأمسِ البعيد...
أكبرُ بحذرٍ
ولدتٌ بأصابعَ طويلةٍ هذا كلُّ ما قِيل لِي .. من وقتِها وأنا أفكّرُ كيفَ أقبضُ على الرّيح .. لم ينتبِه...