نصوص

بكيت أكثر من اللازم

مروة ملحم
بكيت أكثر من اللازم
على أشياء بسيطة وصغيرة
بكيت وأنا أعرف أن الحزن كبير على البكاء
وأن البكاء علاقة مفاتيح صغيرة
ترن في جيب الحزن
وكلاهما ينامان في غرفة صغيرة مطلة على الشارع الخالي
مثل أخوين
الحزن يجلس قرب النافذة ويصمت
والبكاء يطمر صوته في الوسائد وأطراف الأكمام
وهناك ظلال خلف الستائر تكتب الشعر
وأعرف أنني حين أقرأ ما كتبَت
سوف أبكي أيضاً
أعرف أن شيئاً ما.. خافتاً
سوف يمسك قلبي ويلوح بالنسيان والأوراق اليابسة
كلما نسيت الريح أن تكنسه عن نعاسي
سوف يعود
وسوف أنسدل مثل ضوء الأعمدة على الطريق الوحيد
كي أتنصت على الشعر والحب
ثمة ما يدق الباب في الليل
وأحب أن أفكر أنه الصدى
الشعر الذي منعوه أن يكتب عن الشعر
قصة رجل تحول إلى أغنية كي يوصل رسالة
أو قصة امرأة تفتت رحيلها إلى حجارة صغيرة
وظلت ترمي حجارتها من شباك واسع
وتسمع وقوعها في كف الطريق
وتسمع صوت الحصى القديمة
التي رمتها فتاة قديمة
وتقول لها: ثمة أصوات تدق الباب في الليل
ورسائل تطير وتبكي
وهناك حقائب نائمة
وحقائب ميتة
من أي صدع يمر الضوء
حين نقف أمام صور الابتسامات القديمة؟
آه
وأطمئن إلى البكاء
آه
وأركض مثل هارب من الحب
وأحب مثل هارب من الموت
آه
وهذه الأسوار الطويلة التي تحجز أصابعي
وهذا الكلام الذي ينساب مثل دموع
كل شيء سيلتوي ويصبح قوساً
وسوف أقذف أبنائي خارج الحزن
وأبقي لنفسي كل الستائر الهامسة