نصوص

أفكر أن أصير فزاعة

جلال  الاحمدي
في وقت كهذا أفكر أن أصير فزّاعة
كلّما تخلّلتني رائحة امرأة عرفتها
أصدر صوت صفير كئيب
في الرّيح.
أو أجلس على الأرض
بمحاذاة الهاتف
أسند ظهري بسكين المطبخ
محاولاً بعناية أن أحدّد الموضع الذي يعبر منه الأصدقاء.
أو أن أعود إلى حياتي
أفعل ما أفعله كل يوم
أذهب إلى العمل
ثم إلى الحانة
ثم إلى السرير
أتأمل سقف الغرفة لساعة او اثنتين
ثم بهدوء أنزع رأسي عكس عقارب السّاعة
أرمي به عرض الحائط
ألتقطُه وأكرّر الأمر
حتّى يفرغ تماماً
من الألم
ومن المعرفة
أجّوفه، أغسله جيداً
وأملؤه بالحساء وهو يغلي
حتّى يبدأ بالتّساقط من أذنيّ
أتركه على الرّصيف
وأعود إلى حياتي
أصفر وحيدا في الحقل.