فضاء المجلة

قررت الحديث

….
*********
محمد العرجوني –المغرب-
*******
اليوم قررت الحديث
بلغة الشعر
اولا:
علي أن أكون
يراعا
فوق الأرض
بأجنحة وضوء
وفي السماء
برقا
فوق الغيم…
أمهلوني لحظة…
فقد رن هاتفي من عدن…
………….
…………..
قلت قررت الحديث
بلغة النثر
كي استعيد ما ارتكَبتْ
في حقي هجرة القلم
حينما جف الصمغ…
وهاجرت كل الحروف
في رحلة الشتاء
ورحلة الصيف
من غير عَلم
يهديها إلى بر الكلم…
أمهلوني لحظة…
فقد دق النسيان باب الوطن…
………….
………….
اليوم قررت الحديث
بلغة الندم…
حاورت ظلي…
جادلني في مبادئي
وكل ما به علقتُ
منذ الصغر…
كأن أتثاءب قبل النوم
واضعا يدي على الفم
أو كأن أقول مع “بوكماخ”:
الله يرانا
وعين السارق ببلادي
لم تنم…
فكانت هزيمتي
وله العزيمة والحسم….
أمهلوني لحظة…
فقد نُفخ في الصور
من غير إعلان
وروحي تطوف
حول شظية “بازالت”
سقطت
سهوا
من مذنب “هالي”…
من غير بدن….
………………
………………
آه…قلت قررت اليوم
الحديث بلغة العدم…
ساعات تحت النار
أقل حرقة
من ساعات تحت الألم…
……………….
هكذا تحدث
من لبس اللهيب
حينما انصهر…
حينما على الموت
انتصر…
ثانيا:
لا تقرؤوني بحذر
شدوا الرحال
حيث خرفان أحلامكم
قبل أن تسقط
بين سكاكين جزار
قيل جده….قابيل بن آدم…
**************
وجدة 12-9-2017