فضاء المجلة

نصوص لنادية الشرڭي

نادية الشرڭي
“بعدَكعلى بالي”…
يُوقظ فيّ هذا الصوتُ رغبةً في السفرِ
أغمضُ عيني
أرانِي أحضنُ أحداً لا أراهُ
لا أراه لأنه أيضا يعانقني
من يكون هذا الدافئ الْيَسكُنُنِي؟
كأني أريدُ أن أراه…
كأني لا أريد أن أغادر حُضنَه..
**
كيفَ تَقدِر أيها الجُرحُ
أن تَنْهضَ من رمادِكَ
أن تَئِدَ كل مسَرَّاتي
أن تَجْعلني أقفَ في حَضْرَتِك
كأنّي ما فَرِحْتُ يوما…
**
كيف تقدرُ أيها الليلْ
ترسُمني فراشةً أركضُ خلفَ الضوء
أركُصُ.. أتعبُ
يتسلل إليَّ النوم خلسةً
وأصحو من غيرِ أجنحةْ
آه منك يا ليلْ
**
السُّنُونُوةُ التي نامتْ عندَ شُرفَةِ غُرْفَتِي،
قرّرت أخيراً أن تُغَادِرَ فضَاءَهَا الأزْرق الشّاسع
وأن تُسنِدَ سَمعها إلى رَاديُو قديم،
لا يُذيعُ غير الموسيقى..
قالتِ السُّنُونُوةُ:
كَيفَ لِي أن أهَبَ جَناحَيَّ
لصاحبةِ هذه الشّرفَة كَي تَطِيرْ؟
**
وتَكْبُرُ في عَيْنِيَ الشمس
لا هَمٌّ ولا خَوْفُ..
أهْمسُ لغيابِك اِتَّصِلْ؛ فيُجِبُني طيْفُكَ:
حالتْ دُون مجِيئَكَ إليَّ دَمعةُ طِفْلةٍ أضاعَتْ دُميتَها.
قلتُ لا بأسَ؛
انتظارُك يؤنِسُ وحْدتِي..
يرسمُ لي شمساً
يرسملي قدراً،
فألقاني كل حُلمٍ أستقبلكَ كما أريدْ..
**
أنا امرأة خارجة عن كل الفصول
لا الأرض تشبهني..
ولا البحر يحمل أحلامي
الطريق إليَّ:
متاهةُ لا يقدر عبورها
إلا من يحمل في صدره صدق طفل
وحب كهل هرم للحياة..
أنا امرأة تملأ كل الفصول..
قهوتي في الخريف شهدٌ
وعسلي في الربيع خمرٌ
وبين أحضاني:
روحٌ وريحان
وجنة أخرى بطعم النعيم
وحين الغياب..
تصبح أحضاني جحيم