فضاء المجلة

غرباءُ

أنور قائد
غرباءُ
نمضي في مهبِّ الليلِ
نمضي
دونما وجهٍ على جسدِ المدى
غرباءُ
نرسمُ شعلةً سوداءَ
ذاكرةً لأحفادٍ لنا
تأتي غدا
غرباءُ
ماتت في زنابقِ لوحةٍ
تلك البلادُ فَسَاقَ مثواها الندى
بالآهِ تنثرُنا الرؤى ،
معزوفةٌ نبَتَت مقامَ السيلِ ..
مَقْطِفُنا سُدى
فنَشُدُّ أوتارَ الضياعِ
لعلَّها
من لحنِ تلكَ الأرضِ تَعتَنِقُ الصدى
هو لحنُ خبزٍ ؟!
-لا ..،
هو الوعدُ الذي
نَضَبَت بهِ الفردوسُ من عطش الفِدى
.
.
مدَدًا ..
خبايا النارِ تكشفُ سَرَّها
في النورِ مجهلةٌ .. و شيطانٌ هَدى
مدَدًا ..
و تمتدُّ الحرائقُ كرَّةً أخرى
فيمتدُّ الذي قد أُفسِدا
مدَدًا ..
و ينفلقُ الرمادُ بضَوعةٍ
حتّى الرياحُ إذا أتت طُوِيَ المدى
.
.
لا عِلمَ مَن سَرَقَ الجناحَ من المنى
و بأيِّ عُمقٍ قد رداهُ
إذا رَدَى
لا نجمَ من دربِ اللبانةِ في يدي
لا شيءَ من قَبسِ المجرّةِ قد بدَا
لا حُلم يُبعثُ في انشطارِ الأُفْقِ ..، إذ
مدَّ الكسوفُ نسيجَ ثوبهِ و السَدَى
لا شيءَ لا
قد أَيقنتْ تلكَ الجموعُ
فكانَ ترحالُ الشظيِّةِ موقدا
غرباء نحنُ ؟!
-نَعَم ،
“أجابت طلقةٌ لي جوفَ فوّهةِ القنوطِ .. و قد وَدَى
قد صارَ حالُ زمانِنا في كُديةٍ
ما يَصنعُ الغرباءُ في زمنٍ كَدَى ؟!
..
أنور قائد