نصوص

كنت أسلم قلبي للنهر

محمد ساري

كنت أسلم قلبي للنهر
وأسبح مع اليعسوب ،
كنت على وشك الغرق
مرة
فأنقذني قنفذ
كنت أحميه لما يمر ..
صرنا صديقين
– للآن –
نسير معا ..
فعلمني كيف أمرر
الشوك على جسدي
دون آه !
لكنه خيب ظني
فهو مثلي
تسقطه زفرة شوق
واحدة !
عدت للنهر كثيرا
وما أوشك الغرق
لكني انتبهت
ولمحت صائد سمك
يفر من الطعم
كان على شفى الشلال
كهف
وحلمت إني نسيت
فأكملت طريقي معه !
ذبل الأقحوان
وتجرد الياسمين من الضوء
والنهر أوجع الناس
فقد فقدت أم طفلها
في الربيع
ولا عاد النهر نهرا
وصار الطفل لحن أغنية للحنين !
تمادى في الأسى
البحر
ولم يستوي في المد والجزر
رعش الندامى ..
لم وكان وكنا
وفي برزخ الماضي
صيرورة للقدامى
ونعش ماجن للتراب
والطين يحبل بالعشب
ويرمي السهام على الحرب !