المغيرة الهويدي -من هذه المرأة؟ -إنها أمك تمشط شعرها ، وهذا الرجل النائم في الغرفة والدك. – من هذا الرجل؟ – إنه خالك، مات قبل سنتين. – من هذه المرأة؟ – كنت تحبها، تزوجت من رجل غريب، قتلا عندما كانا يحاولان الهروب. – من هذا الطفل؟ – ابن أخيك، ولد يوم قصفت الطائرات الفرنسية الرقة أوّل مرة. من هذه المرأة؟ ...

فتحي عبدالسميع عَتْمَةٌ صغيرة تَتمدَّدُ مثلَ ثعبانٍ فوْقَ التراب . كلما اقترَبَ ظِلٌّ منها تَفحُّ وتَضطرِب . رأيتُ الثعبانَ الجريح رأيتُ النمْلَ وهو ينقلُ أعضاءَه . كلما هاجَ وانتفَض تَسقُطُ النملاتُ مِن جُرْحِه وتَصعَدُ مرَّةً أخرى. كلما هرَبَ إلى مكانٍ حَمَلَ في جسمِهِ حِفْنَةً مِن عَدوِّه. وحْدَهَا الذاكرةُ ظَلَّتْ نشيطةً حتى اللحظة الأخيرة تَضحكُ لانتصاراتٍ على الضواري ونهاية على يَدِ ...

عبدالله راغب اسمهُ سلفادور دالى يظلُّ وحده يمسكُ بمطواةٍ خشبيةٍ يكسرُ العتمة َ إلى حجارةٍ ويبنى بها على شرفتهِ ليلاً صغيرا ً يكفى لكى يعتقدَ أنه يخصه وحدهُ دون أن يزعجهُ فراغُ نِصف اللوحةِ بينما البحرُ على بعدٍ يرقبُهُ يوقف ُجريانه ويعيدُ ترتيبَ الموجِ على نحوٍ يعجبُ خرافة ً وتشدُّ امرأةً من طرفِ صرخِتها إلى حافةِ البللِ ويخبئ لها انزلاقا ...

نيران الطرابلسي لم تتغيّر ملامحي كثيرا، استدارة الوجه، العينان، فمي الصغير، شفتاي المحترقتان، أذكر جيّدا ذلك اليوم الصيفي البعيد، عاد أبي من العمل باكرا جدا، وقد أحضر البطيخ والعنب، وزجاجة نبيذ فرنسي لا أذكر نوعه، أهداها له صديقه المقرّب الوسيم جدا، كنت أظلّ أنا وأختي لساعات ننظر إليه من ثقب الباب، نقيس طوله، نحدد تفاصيل وجهه ونتشاجر أحيانا من تستطيع ...

إيمان السعيدي (1) كيمياءُ الكون , أجسادٌ من شحوب . هناك , حيث يشحُّ وجهُ البشريَّةِ الخضراءَ مثل عروقِ ريحٍ مسنَّة . (2) في كينونةٍ من قلق , نصفُها دمٌ , ونصفُها من بياض . لفرطِ هشاشةِ الصمتِ يستند إلى رصاصةٍ , وخاصرة المدنِ عاملُ الجذبِ الأكثر شبقًا . (3) آهٍ كم تزفرُ طبقاتُ البؤسِ بتكوين الجليد . (4) ………….. ...

محمد شميري قهوتي اليوم تتسع أكثر على سطحها شوارع وأرصفة مكتظة بالعابرات على درَج البخار تتسع أكثر لحكايا الوعود بدفع الحساب مقدما لم يعد النادل يثق بالوجوه المتكررة أنا الغريب المحظوظ لم يطالبني أحد بشيء كأنني قشة الأمان ربما ملامحي تبعث الراحة والثقة وربما سُمعتي الفقيرة – يطلقون عليها الصّيت- ربما غمزت إحداهن له فاستقال حرصه .. … ….. ساخنة ...

ياسين الحراق* في الأربعين سأكون حزينا أكثر لن أحتمل المزيد من الأشعار والكتب المحنطة كمومياء لن أنهر زوجتي حين تلقي بالصحف التي جمعتها ذات حياة سأفتش في جيبي المثقوب بضرائب الدولة والأحزاب عن شجرة مسكوكة سأبتسم لعيني طفل هازئ بخطاي في الأربعين متخلصا من الأزهار التي ربيتها في شقوق يدي سأحدق من جورب مثقوب في الحياة اليتيمة في سفن الموتى ...

محمد الصلوي وهي الحروفُ تشابهتْ صفراءُ كفُ الوقتِ لا تُرضي جنونكَ لا تَسُرُ الناضرينْ. فارجعْ لحزنكَ دلهُ في البارِ ربٌ باسطُ الكفينِ يا طفل الزجاجةِ لا تماري الشاربين. فودكا على فودكا يكادُ القلبُ يدخلُ في التفاعيل اللئيمة مفعمٌ بالعشق تَكتبهُ الحكاياتُ القديمةُ ربهُ في جُبةِ الشُّرابِ ينتعل التفرد في الشتميةِ لن تمسَّ الريحُ فاكهةَ الصباحْ. ارجعْ لربكَ قل له: إن ...

سامي مهدي مصالحات ******** كلُّ شيءٍ على ما يرامْ . وأنا موغلٌ في السلامِ مع النفسِ ، محتشدٌ بالكلامْ . . ربما كانَ هذا السلامُ استراحةََ منتبذٍ ، أو ترفُّعَ محتسبٍ ، أو محاولةً في الوئامْ . غير أنَّ الكلامْ رئةٌ للتنفّسِ أثقبُها عنوةً حين تصبحُ قبَّعةً لملوكِ الكلام . . كلُّ شيءٍ على ما يرامْ . ودموعي طيورٌ تطيرُ ...