نصوص

 

●● رياض السامعي ●●

لو كان قلبي واضحاً
كامرأةٍ تُحبّ الشِّعر
لقُلتْ:
سأخرج من خيبتي ساخراً
وأسير إلى البحرِ،
بامرأتينِ وقصيدة
ولأضفتُ إليه موجةً
موجتين
ثلاثاً وعشراً
من موسيقى السَّهر
ولرسمت على شُطآنِه وجهي
بألوانٍ ثمانية
هي كل ما تبقى لدى الألهة
من فرحٍ غائر في قوس قزح
ولزينت صوامعَ طيشه
بنجومٍ راقصة
كالتي راقَصَتْ حُلمي
حين سرتُ إلى المنتهى
حاملاً كوكباً كاملاً
من أغاني البشر

ولو كان قلبي غامضاً
كامرأةٍ تُهدهد نهديها
بأصابع رغبتي
وتُظللني بشهوتها
كلما راقصتني جدائلها
في النشوةِ الألف
واستبد بي الرقص
على ساعديها
لقُلتْ:
سأحشو قلبي الضئيل
المقطر من عشقِ هاملت
وقصائد كافكا
وبخور شذى
ودموع سيزيفْ
بنساءِ البر والبحر
وسأُطْعِم أجسادهن
ملذات العشاق في أساطير الخلود
المحفورة في عش النسر
ولرفعت فيه سماءاً ثامنة
إلى أن تتسع لها قلوبهن
الغارقة بالشهوة والشجن
ولأطلتُ فيهن مكوثي
حيناً من العشق
وأسقيتهن مجوني وخمري
قدحاً قدحاً
ولنَصَّبْتً في أجسادهن دنان الرغبة
حتى يفيض شبقهن فوق روؤسهن
ذراعا
وتغمرتهن محبتي واحدةً واحدة.

ولو كان قلبي طيباً
كامرأة زاوجت روحها بملذاتي
وانتبذت بأنوثتها مكاناً راقصاً في جسدي
لحملت طيور الرغبة عن أجسادها
وغايمت بها صحاري الفراغ الطويل
الماكث بين روما وعدن
ولحملقت كثيراً في عيون الهاربات
إلى مخادعهن بعريٍ كامل
وملأت أسرارهن بقصائدٍ
لا تبلى ولا تشيخ
ولأطَلْتُ في داخلي أعمارهن
حتى تضيق الجنة من انتظارهن
وتنساهن الملائكة والولدان المخلدون

ولو كان قلبي طائشاً
كامرأةٍ تغسل ثدييها
في مياه صلواتي
لأقسمت برذاذ العرق المتساقط
من صدورهن
أن أركض في أجسادهن
ركض الغزلان في البراري
وأن أملأ قناني مشيئتي
بروائحهن وصراخهن
وأقطِّر من سحرهن وكيدهن
خطواتي الطائرة
ولأتَصَعَدَنَّ في عناقهن
حتى أبلغ عنان السماء
وأخلق من شهواتهن
أنثى واحدة
هي هذي القصيدة.