نصوص

لسنا سواسية مثل أسنان مشطك

إبراهيم الفلاحي _ اليمن
أنت المعنى من كوني هكذا بهذي الصيغة المجنونة
والحكمة من تألق الصباح في عيني
من تلاوين الليل العابثة،
من إيقاعات الخمول في سرة الوقت الأبكم،
من تجاعيد الرغبات الممطوطة
والشفاة المتهدلة
لطابور التعساء
المسدوحين على مداخل الخليقة
أنت المغزى القديم
لهذا السفر المربك للعقل
والقاتل للقدرات
وأنت الرقص الشارد للغيوم في الأفق الموارب
وانفعالات الرياح المتداخلة لإحداث ولادة جديدة
واحتجاجات الماء
على الصورة المقلوبة للكون
والمعيار الوحيد
لقياس منسوب الحب في الأوردة
أنت النار
والهشيم
والإنبعاث الرائع لغد يليق بهذي الأرض وما عليها من الدواب
وأنت الانعتاق الطارئ
لعاثري الحظ مثلي
نرقب بفارغ صبر عبورك الجارح
ننزف بشغف
جراء مخالب مشيتك الناشبة في أصولنا
فيما نتهامس ببلاهة
حول ارتعاش مؤخرتك
ثم نقضي بقية الوقت لمزاولة التنهد أنت الدافع لاقتتالنا بمأساوية بالغة والداعي لجنوحنا إلى السلم
أنت الراقصة على فراغنا المديد السكرانة أبداً من جراحنا المفتوحة بأريحية مفرطة
أنت الهادية فقط لعبادتك
والخطيئة المؤنقة لغفران محقق
ونحن الإنكسار الضمني
أمام مشيئتك
أنت الآلهة
لارغبة لك بأكثر من طوافنا المرهق حولك
ولاحول لنا دونك
ولا حاجة بنا سوى هبوبك الجميل
من أي ناحية
أنت الشاغرة لحيازتنا
ونحن المتنازعون على غوايتك
يفتك بنا خطورك المقدس في الأذهان مثلما يلوي رقابنا عبورك الجارح
صبيحة كل يوم
أنت الروح الفارهة
ونحن المستأنسون بحضورك
لسنا سواسيةً مثل أسنان مشطكِ
مع هذا
نعشق الإقتتال الموازي
للهفتنا فيكِ
يأتي المساء على شكل رافعةٍ للجنون حواليك؛
أعني الطواف المهيمن للمستميتين جداً بعبثية أشيائك،
نركض بلاوجهةٍ ما ورائكِ
نستمتع بما في أخاديدنا من أسى
مَن أولئك ياسيدي؟
قال : بعض اللذين مضوا قبل إتيانهم.