نصوص

وجدته حطّاباً

رائد نورالدين السروري
لست شجرة
وهذه عُنقي ،
أصابعي ليست جذوراً
فلماذا تحتطبني ?
هل أتاك نبأي في المآذن غابةً
أو أنّ وجهي صحراء عصوف
رموشي ليست صباراً
أنا أغمض عينيّ وأفتحهما
ألا ترى تقلّبات الطقس
عيناي الآن تمطران
ويداي تتساقط منها الربيع
والشتاء قارسٌ في قلبي
أنا الآن أرتجف
وهذه ليست جثتي
إنزع فأسك من رأسي
فلستُ كبيرهم
جرّبْ أن تغرس وطناً على البطاقة
ثم فجره
خذ نصيبك من الفحم
واترك الباقي بذوراً
لإنفجارٍ سيأتي وحطّاباً أخرا
هكذا تضمن دورية الإقتصاد
سيشكرك البنك المركزي بالضرورة ،
وربما العالم أيضاً
جرّبْ أن تكون شاعراً
رفيقك هذا الليل ،وبعض النجمات
تسفّها في البحر
كرر هذا يومياً
تجد أنك قد ردمت البحر بالنجمات
وأنّ الحبيبة مغلَقةٌ على نفسها
قبّلها طويلاً كالغياب
دع شفاهك تختمر
لينثال الكلام تباعا
حينها فقط
ستدرك أنهم غرقى
وأنّ وحدك جزيرة
جرّبْ أن تكون سيء حض
وامضِ صوب حزنك
يحترمك العالم
أنا مثلك سيء حض
جربت نفسي في أمكنةٍ عدة
وجدتني نكرة لا تصلح للإستعمال
أعلل نفسي :
ربما نُفِختي خارج الدوام
أقصد في الإجازة الرسمية
وأختمها بضحكة تصطخب
جرّبْ أن تموت مثلاً
وأنا بالمقابل أحذفك من ذاكرتي ،
وأنام …