نصوص

8 آذار وقنديل السكون

 شعر/ كه ژاڵ ابراهیم خدر
 ترجمة / نهاد معروف  السويد .
1
8آذار،
عمرٌ لقلقٍ ليس بآوانه،
ليس يوما ولا سنةً،
لاكلمةٌ ولاكتابٌ ولا قاموسٌ،
أنهُ صمتُ النجومِ.
قنديلُ سكونِ الليلِ وساعاتِ القسوةِ والعنفِ. 8آذار فراشةٌ وديعةٌ،
شجرةُ صنوبرٍ خضراء القامةِ
. تحصد الحزنَ بالفصولِ الأربعةِ
. شارعٌ يؤدي نحو العشقِ،
ووجعٌ يطلُ بغيرِ آوانهِ
. لكنه يعودُ كل يومٍ.
2
ـ في اليومِ الذي تغضبُ فيهِ مني،
يغزو الضبابُ شغافَ قلبي،
ويمتلئ ببراعمِ النحيبِ.
لا أقوى النومَ بباحته،
ويكسو الحزنُ محيايَّ
. لاأستيطيعُ أن أكتبَ لحبكَ
كلمةَ حبٍ.
ولا للزهور ولا لأوراقِ الورد.
3 –
أشعاري زخاتُ أمواجِ المطر
وزرقةُ السماءِ.
أحيانا غضبُ العواصفِ المفاجئةِ،
وضحكةُ شمسٍ مسافرةٍ
وأحيانا مجردُ عشقٍ.
عشقُ برعمةٍ تفتحتْ لتوها.
4 –
في هذا الخريفِ الحزين،
فصلُ الغناءِ المملوءِ بعبقِ الرياحين،
فصلُ هالةِ الورد الأحمر،
أو فصلِ أمرأةٍ بوشاحِ العشقِ
. فصلُ شهيقِ حديقةٍ مترملةٍ،
أو آلم سفرٍ غريبٍ،
أو جسد فتاةٍ مملوءةٌ بالجروحِ.
5 –
كثيرا ما أنتظرتكَ
وغدا نبضُ قلبي للشوقِ سؤال.
وحين وصلت ْ أطيافَ روحكَ،
أصبحت مجرد أجابة.
ملئتني بالأغانِ وبألحانِ المدينة.
6 –
حينَ فتحت أمرأةٌ مؤنفلةٌ،
نافذةَ قلبها من صحارى العربِ،
أهدتني قُبلاتٍ خجولةٍ برائحة
الأنفاسِ المحروقةِ
. وغربة الديارِ والقدرِ،
فتحولتُ لشمسٍ داخل النهرِ
. 7
– أيتها الهيفاءُ الجميلة من زمنِ حواءِ . عاريةً تتناولينَ تفاحةً
. عيوني تتحولُ لفصلٍ ماطرٍ،
وألمحُ طائرانِ ابيضانِ بصدركِ
. أتحولُ لظلِ مقبرةٍ للحزنِ،
وأرسو فوقَ حلماتِ نهديكِ
. أصبحُ حمامةً للسلامِ وقنديلاً
لضوء الشارع
ورفرفة جناحِ طائرٍ تائهٍ وأقرأ محياكِ
المبعثرِ وخصلاتِ شعركِ الحائرةِ.
أنتِ بستانٌ بمخيلتي،
ونظراتي تشبهُ منتصفَ ليلٍ رهيبٍ،
تكادُ تنبتُ لها أجنحةٌ.
أمرأةٌ بكلِ هذا الجمالِ والنعومةِ والعشقِ،
أناملها تضئ قناديلا
. 8
– يا روحَ سمائي.
أدعو محياكِ الناعمِ
لعدمِ التوقفِ عن الحياةِ
. احضني بدفءٍ،
وسآتيك متمايلا بدلالٍ مع عذوبةِ النسيمِ . وأمشطُ لكَ شعركَ،
أرجعي بشوقٍ لكي نستمر
َ.
9
– صرت لؤلؤة استقرت بروحِ البحرِ
. بكيت في روحِ عشقي
. وفي غربالٍ مشبعٍ بالتمني،
دُرتُ بدلالٍ حولَ نفسي
. بعضٌ مني تحولَ لثلجٍ
وذابَ على جسدِكَ الفتي.
10 –
غفتْ أشعاري بهدوءٍ عندي،
وفي غرفتي أوقدتُ قنديلا،
صغيرا لوحدتي.
خوفا أن تستفيقَ بهزيع الليلِ،
وتتعثرَ بالظلمةِ.
11
– حينَ كانَ سربُ
الطيور يبحثُ عن زهرةِ شفتيكِ،
يرددُ نحنُ عُشاقِ الأشجارِ،
أما القمرُ فكانَ يتلونُ بلونِ
قوسِ القزحِ ويستمعُ للحنِ قلبكَ.
قلتَ انا عاشقٌ للجيتارِ،
عندها كانت أمنياتي
تبحثُ عنكَ،
مملوءةً بهالةِ الأشعار
ِ
. 12 –
حلمت أن قلمي يكتبُ الوحدَةَ
. فكلكلَ الليلُ
. وصارت كلماتي نايّ وأغانِ،
والنايُ صار طائرا أطلَ بغيرِ آوانِ. يهزُ الحانهُ يائسا للحريةِ.
13
– في اليوم الذي بكى فيه رمانُ هلبجة، ولدت برعمة اشعارٍ
كتبت منها شعرا مظلما،
وتحولَ ماء عيوني لأنهارٍ،
وروعة شعر هلبجة لدموعٍ مدرارة.
14
– يوما ما غضبتُ من قلمي
. قررتُ أن لا أكتبَ بهِ شعرا
. لكن نسيم أنفاسكَ لملمَ قطعَ السحابِ،
وخطفَ من يدي قلمي
. وكتبَ قصيدة شعر ربيعية،
كغادةٍ هيفاءٍ انيقة.
15
تنامُ بروحي حروقٌ مزمنة.
كالنارِ بحافةِ مدفئةٍ قرويةٍ تشتعلُ ببطأ. وتحولَ قلبي لجمرٍ متقد.
16-
تسلقتُ قمةَ جبلٍ عالٍ .

رأيتُ حجلا جميلاً،
يرددُ بمنقارهِ أشعارا.
لكن ما سمعته،
كانَ ثلجا وجبلا عالٍ.
17 –
أثمنُ لؤلؤةً تقدمها،
هي كلماتكَ الجميلة
بعد قراءةِ قصائدي
مملوءةٌ بطعمِ القُبلِ والعشقِ والحبِ
لهذا أكتبُ لكَ دائماقصائدا جديدة.
18 –
حينَ قلتَ أحبكَ .
تساقطتْ أوراق اليأسِ.
وتحولت كلمة احبكَ في أذني لعاصفةٍ،
والموسيقى لنجومٍ،
ولهالةِ وطنٍ جميل.
19 –
يوما ما ترخص نور قلمي مني،
لليلةٍ واحدةٍ وخرجنا معا .
شعرتانِ من خصلاته كانتا،
بداية سطرٍ جميلٍ.
غنت للعشقِ حتى طلوع النهار .
قررتا ان تحولا المدينةَ لأشعار.
20 –
يدٌ ألقها للكتابةِ،
والأخرى أرقدها على جيدك.
أما أح أصابعي،
فيشتاقُ لزهرةِ العشقِ،
والأخر لدلالِ حبك.