نصوص

ومضات تذيبُ ماءَ الغيب

 
 مليكة فهيم – المغرب –
 
كــــــأن
 
كأن نحيبي
لا صوت له.
كأن أساور أمي
لا ترن.
كأن طريقي
بلا خطوات.
كأن ضوء المصباح
غادر أحشائي المضمخة
برحيق الحداد.
كأن نقار الخشب
التهم أسرار الغابة.
كأن الهدهد
أخلف موعده مع العرش.
كأني يدٌ ترتل
رطوبة العتمة.
والفأس تجثم
على جسد الشجرة
والحطاب يبحث
عن يد من صقيع.
كأن النهر
ابتلع قواربه،
والصيادون يلوحون
للعابرين.
والغرقى
حلوا ضيوفا
على بيت السمكة
في عقر الماء.
والدقائق تتلكأ
تنكُش عُشب الوقت.
 
 
نفخُ المزمار
 
وأنا أقلم أظافر الروح
أنشر شراييني أوتارا
على هضبة الريح.
شجر كثيف
يفيض على الجسر
تلتف حولي
تلك الأفعى،
تنثر فحيحها الحارق
كعطش قديم.
وأنا أنفخ في المزمار
علني أخرج
الأبيض من الأسود،
تعبرني هشاشة الوردة
وميضا راعشا
تطرز بالعطر
تلك الشقوق
لتهدي أوفيليا
حلمها المستحيل.
 

أجْراس  
 
وحدها الأجراس معلقة
تنتظر يد الراهب
لتزأر أبعد من بعيد.
والنساء يحملن القرابين،
لعل الشاعر،
وهو يعانق
ظل الله،
يفتك بخيوط الرزق.
يوقظ مفاتيح العالم
الصدئة
من مرقدها الأبدي.
لعل وميض المعجزة
المعرشة في العراء
تذيب ماء الغيب.