نصوص

ربما

شيخة حسين حليوي
ربّما نحتاج أكثر من غابة
ومرآة قديمة لنموت بطمأنينة
ويقول الآخرون: انتحرا.
ربّما نحتاجُ مثلا سرّا كبيرا ينغلقُ علينا
نختلقهُ من العدم ويبتلعنا.
ربّما نحتاج أقداما أطول
تغرّر بالمسافة بين الحافة والهاوية
وعدا أيضا أقطعه لك أن نموت معا
وأنا لا أخلف وعودا بدويّة رغم معرفتي بغبائها.
أنا عنّي أحتاج ألبوم صور عبد الحليم في آخر أيامهِ
وصورتين قديمتين لي تفضحان قبل وبعد الختان
أحتاج حزنا جارفا وحبّا مستحيلا معا.
ولأنّ الحياة شرسة وأنا خشنة
أريد موتا ناعما
لا رصاصة في الرأس ولا قفزا من جبل الربّ
لا سُمّا أيضا يقطعُ أحشائي
أو سكينا تقطع وريدي البضّ.
أريدُ موتا ناعما في كوخ دافئ
آخر الغابة.
موتا تسمّيه الشرطة انتحارا
ونراهُ نحنُ خطأ في تقدير المسافة
بين الحب واللا حبّ.