محمد مركح
أنت حبيبة فاشلة
لكنك مشروع رواية عظيمة
يوما ما سأكتب عنك بعض ماعرفت
وسأكذب بشأنك
لاتكذب
وأخبرهم الحقيقة عني
الحقيقة تخصني وحدي
وتخصني أيضا
إذا لماذا ستكذب ؟
حتى أجد نهاية لكل ما بترته الحياة
فأنت الشيء الوحيد المكتمل بروحي
لا أستحق أن تحتفظ بي في دواخلك
لا أحتفظ بشيء
فقط
أقاوم بك النسيان
تقاوم بي ؟
أجل
أقاوم النسيان بأصدق ما عشته
هذا الحوار لم يدر بين عاشقين
بل مرثية لأرض انفصلت
دون أن تستأذن من شجرة الهجليج الناتئة
من سرتها
” فلورا ”
الرواية التي لم أكتبها
اليد الباردة من ترك يدي لها
بعد أن رأنا الناس في مدينة يخترق خاصرتها
نيل يفيض وفق مزاجه
أردنا الإحتشام أمام فجائع التاريخ
لتموت فلورا جائعة و مهملة
وأظل بمفردي
أحاور عرافة سوداء
عن طالع البقر في الجنوب
تحديدا البقرة ذات القرون الطويلة
التي انتحبت معي
وأمي تحتضر وحيدة في الشمال
الجنوب ،
ماتبقى في ذاكرة
جارنا الأعمى
من حكايات ناقصة
الجنوب ،
الحقول المشتاقة لأغاني مزارعيها
وقت الحصاد
الجنوب ،
شمس تستظل تحت نهد فتاة فارعة
تحمم سمرتها في يوم ماطر
الجنوب ،
رقصة الخلود بين جسدين
في مآتم
الجنوب ،
نملة تمنح قمرا جائعا أخر حبة ذرة
جلبتها من مخازن تجار الحرب
الجنوب ،
شعرا تبتكره مخيلة النهار
الجنوب ،
امرأة بلون واحد
الجنوب ،
غابة تحرس قبلاتنا من طلقات طائشة
الجنوب ،
و أنا أجذبك نحوي
يدك تستند على صدري
فتلمس سعالا مكتوما
من مضاعفات ربو متوارث
الجنوب ،
تعرينا ساعة الغروب
على الضفة
و قارب فارغ يتأرجح في النهر
الجنوب ،
مالن نراه سويا
لا أعرف لماذا أستعيدك الآن ؟
فأحيانا أحتاجك دون سبب معلوم
يبدو أن الشتاء يفاقم الحنين لأشيائنا المفقودة
في هذه اللحظة
أحن
لرائحة جسدك حينما تغضبين
أحن
لملمس شعرك الجعد و أنت تستيقظين من النوم
أحن
لضحكتك الغامضة حينما تكذبين علي في
كل مرة اسألك عن سر الندبة الراسخة
في ساقك الأيمن
أحن
لإنهمامك أثناء قرائتك رواية ” العار ” لكوتزي
أحن
لكل مافشلنا في تحقيقه
و عوضناه بالعناق
انتظر الموت
كرجل يفرغ وقته الهامد من الكآبة
بالتمسح بالرماد
بالهروب من المطر
بالنوم عاريا
بالتنكر للشعر
بالتخفي من الله
فكل الذين أتوا للجنوب
سرقوا أبنوسه
بكلام السماء
أنزوي في كوخي كل مساء
اتذكر فلورا
ثم
اقرأ بعض التعاويذ بلهجة الشلك
قبل أن أنام
بينما لبلابة في السقف
تمد جذورها بكثافة ..
You Might Also Like
(سنبلة الحقل)
أنا سنبلة الحقل انتظرتك ،،، وألاف القوافل تحج إليك كأنتظار الطفل في باب الغياب بعد أنتحار النار بدميّ تغرقُ...
ثلاثة نصوص
ريهام عزيز الدين اعتراف حين تلتصق أجساد المُحبين تذوبُ الحدودُ الفاصلةُ بين إطارين تَتَكَشّفُ حديقةُ أحدهما للآخر تتهتكُ اللغةُ...
(هزيمتي في وليمةِ الدمع!)
متى أكونُ أغنيةً عراقيةً لا تؤمن بظلمةِ الأوتار ؟ في ضواحي قلبٍ مثقوبِ الذاكرة أنا طريدةُ الأمسِ البعيد...
أكبرُ بحذرٍ
ولدتٌ بأصابعَ طويلةٍ هذا كلُّ ما قِيل لِي .. من وقتِها وأنا أفكّرُ كيفَ أقبضُ على الرّيح .. لم ينتبِه...