نصوص

هذا الليلُ أوجعَ من النَّهار

عبير علي
لن يكون هذا الليلُ أوجعَ من النَّهار،
بل على العكسِ تمامًا عتمتهُ تُشبهُني كثيرًا،
تُشعرُني بسكينةٍ نسبيّة.
ضجيج النّهار يسلخُ أوجاعي،
إنّهُ سوطٌ حديدي -يكسّرني ولا يكسر أوجاعي –
كل سلخةٍ به تعرّي الآمي أكثر فأكثر.
عتمة الليلِ رؤوفةٌ تسترُ وجعي،
تُعيننُي على الانتحاب بصمت؛
كي لا يلحظني أحدهم ويحيطني بشفقةٍ أمقتُها ..
نعم. أنا من يبكي نهارًا ويصرخُ بأعلى آهٍ تقبعُ في دهاليز طعناته.
أنا من يُجاهرُ ألمهُ ويصرخُ – قلةَ صبر-
عندَ محاولة تضميد جراحاته.
أنا المنتشي فرحًا بضجيج النهار الذي يحجب شفقة المارّة
ويحول بيني وعطفهم اللحظي.. الليل ،
طبيبي الحنون يجبرني على هدهدة أوجاعي والصبر عليها..
أنا أميرة قمرٍ نصف مكتمل يحوّط أوجاعي
ليرمم مفاصل التحدي ويعيدها أقوى.
أنا تلك الأنثى الذي قال لها أحدهم ذات وجع :
ظننتُ أن هذا الوجه لايبكي أبدًا
فهالتني هشاشتك وضعفك اللذان حرماني ابتسامتك !
 
اللوحة  للفنانة المغربية فاطمة الزهراء السكاك