نصوص

لم أمُتْ

أحمد رفاعي
لا لم أمُتْ
فالموتُ أنْ تبقى وحيداً للأبدْ
و أنا هنا حزني معي
و معي مذاقُ القبلةِ الأولى
و جرحُ قصيدةٍ
لم تحْتملْ عطرَ انْعتاقِ الروحِ منْ سِفْرِ الجسدْ
و معي ضريحُ الريحِ …
رَجْعُ بكائها
حين انْحنتْ أرواحُنا و اسَّاقَطتْ مزقاً
على الجسْرِ الذي يصِلُ الحنينَ بضفّتيْ يومِ الأحدْ
و معي جنازةُ موطني …
يشْدو بها كلُّ الذين استشهدوا
ليَظلَّ لصُّ الحيِّ كيْ يُلقي الترابَ على الجميع
و يكتُبَ العِظَةَ الأخيرةَ في الفضيلةِ
ثمَّ يطْفو كالزَّبَدْ
و معي دمِي
و خرائطُ الدمعِ الذي مازال في عينيْ نساءِ الحيِّ
حينَ يزُرْنَ مقبرةً تُسمَّى حينَ نُنْكِرُها بلدْ
لا لم أمُتْ
فالموت أنْ تبقى وحيداً للأبدْ