نصوص

مغارة

شيخة حسين حليوي
كانت المغارة أعلى الجبل شبح موت.
يهبط منها كلّ ليلة راحلون لا أعرفهم
يدقّون أبواب الأكواخ أو يتمدّدون عند النوافذ.
بشعون كأنّهم لم يعيشوا يوما ما
أو ماتوا قبل الحياة.
وأنا لا أحبُّ أن أجرح أحدا.
أقول للأحياء: رأيتهم في الحلم ملائكة.
يوم مارسوا الحبّ يوما عند طرف حلمي أيضا لم أجرؤ أنْ أجرح الأحياء.
– أنّ الحبّ بينَ الراحلين البشعين قد يكونُ أصدق منكم؟
عاد خالي الرّاعي يوما يتأبّط أفعى صغيرة وأخرى كبيرة يلفّها حول عنقه.
– الأفاعي تتكاثر في المغارة أعلى الجبل.
قال للذين ما زالوا على قيد الحياة.
همستُ لصديقتي الخائفة:
– غدا تهبط الأفاعي من المغارة وتمارس الحبّ عند نوافذنا.
مجنونة. لماذا تقرئين هذه الكتب؟