نصوص

هي لا تفكر فيك

علي أزحاف
هي لا تفكر فيك..
هي تفكر في نفسها
عبر إشعاعات الضوء
التي تنز من مقلتيك..
وتسوي خصلة شعرها
في مرآة وجهك…
هي لا تفكر فيك..
هي تسترجع لحظة النشوة..
حين رأتك منهزما بالحب..
كطفل ضعيف أمام قطعة حلوى..
وكانت هي الأم التي
انتزعتها من يدك
وأهدتها لأصغر أبناء الجارة …
هي لا تفكر فيك…
هي تفكر في عدد عشاقها..
اللذين رأتهم في عينيك …
وعدد عشيقاتك اللواتي ..
قرأتَهن في بياض عينيها..
وكل مرة كانت فيها
تقبلك بشفاه تنتمي لسواك..
هي لا تفكر فيك….
هي تحن فقط إلى الحب
كما جاء في كتب القدماء..
وتحن اكثر الى جانب الهزل فيه
قبل أن ينتهي إلى جد أنهكه الملل..
هي لا تفكر فيك ..
هي تسترجع تضاريس الأماكن ..
وتخطط لتاريخ آخر من الخيانات..
وكيف ستكون أنت معاركها…
وكيف ستحتفل هي بهزائمك…
هي لا تفكر فيك …
هي تحاول فقط أن
تنتحل لغة ليست لها
لتجعلك كلمة في جملة..
ثم تلملم شتات الجمل
في نص قد يكون كلاما
يشبه النثر ويشبهك
حين كنت يوما تحبها…
هي لا تفكر فيك..
هي تفكر فقط وبهدوء..
في طريقة مثلى لتقتلك
داخل نص طويل ولا تترك
أثرا يدل على الجريمة…
وكيف تدفنك في استعارة واحدة
دون أن تثقل نعشك بالتشابيه ..
وكيف تضعك في قبر ترابه مجاز..
وشاهدته عشبة برية..
هي لا تفكر فيك….
هي تفكر في قصة حب
تنتهي بموت البطل وحيدا
حين تعجز اللغة عن قتلك…
فتضع اكليل ورد على قبرك…
ثم تنصرف الى مرآتها تفكر
من داخل افتراضات موتك
كيف أنها رغم كل الإحتمالات
ومكر التاريخ وتجبر الذاكرة …
مازالت كما كانت :لا تفكر فيك…