نصوص

ربّما كنتُ فكرةً

 
أسماء الجلاصي
ربّما كنتُ فكرةً
حوّلَها صاحِبُها
إلى جِسمٍ ملْموسٍ
ليُلقي عليه تَجارِبهُ الفاشِلة
أو غيمةً تعِبت مِنَ السَّفرِ
فحَطّت عَلى الأرضِ
وأخْفقت جَميِعُ مُحاولاتِها
في العوْدة إلى السّماءِ
ربّما لسْتُ سِوى
انعكاس ظِلٍّ لِهيكلٍ
أحْيا به وعليه
لكنّي لا أراه
أو رُبّما
كنتُ تلك الخطوط
التّي تُشكّل حَركةَ تلْويحة يدِكَ
يَدُكَ تلوِّح
وَأنَا أتموَّجُ
يدُك تَهدَأُ
وأَنَا أتبدَّدُ
كُلّهَا احتمالاتٌ أو مجرّد أوْهَام
أمّا الحَقِيقَة الوحِيدةُ الثابتةُ
هي أنَّ عَيْنَيكَ يمٌّ أخْضَر
يُهَدْهِدُنِي بنعومةٍ
و يَجْعَلُنِي أتُوقُ
إلى مَا كُنْتُهُ يوْماً
رُغْم أنّي أجْهَلُ مَا كُنتُه
وما أنا عليْه الآن
لكنّه في النهايةِ
ليس أكثر مِن ألم.