نصوص

أنتِ الآن وحيدة في الحياةِ الأَرملة

محمد زياد الترك
في اللحظةِ التي كنتِ تحاولين القبض فيها على آخرِ قواكِ، اللحظة التي تنهار فيها الأمهاتِ لمّا يطلقنَّ دون سببٍ مقنع
كنت أراقب المشهدَ بعناية ودهشة..
لسوءٍ في قلبِ الحياةِ، نحنُ لا ننسى
وتظلُّ عالقةً في الرأس المريضِ ذكريات خَمجة
لهذا يا سيدتي التي ترعانا
نحنُ معقدين زيادةً عن اللازمِ
ويضرُّنا الماضي كما يجب
ولهذا أيضاً ننتكسُ مثل الراياتِ؛ أمام الأزواجِ اللذين يستخدمون حناجرهم الخشنةِ للنداء
لك أن تتخيلي كلمة: حبيبتي تشبه مقبرة..
أنتِ الآن وحيدة في الحياةِ الأَرملة
كثيراتٌ يتشابهن في الوصفِ، وصابرات
كثيراتٌ لم ينهرن مثل البناياتِ العتيقة
وذلك لا يشكل أي فرقٍ، لأن اللحظة التي كان عليكِ
أن تغرزين بعض أنيابكِ قد فاتت؛ ومثلها مثل اي ميتٍ النفخ فيه لا يفعل شيء..
لهذا لما نجتمعُ وتمررين يدك اليابسة على رؤوس عيالك، لن تتوقف الحسرات التي تكبر داخلنا عن النمو، كل ما سيحدث عكس ذلك:
رغبات عاجزة أن نمرركِ في حياة رجل آخر
يفعلها بنفس الطريقةِ، يقلّدها دون أن يحذف غير الأولاد الذين يراقبون بعنايةٍ مشهد ضياع العائلة
رغباتٍ أن نتدخل بأقدار الخلقِ
نهبكِ رَحمّاً معطّلا، ونموت مثل كل الحيوانات المنوية
التي خنقت في واقٍ ذكري.