سامية ساسي
ماتَ(بَابَا)قبلَ أربعينَ يومًا وأكثر.
يوميًّا ألعبُ لُعبةَ الغميْضَة مع أمّي.
هي، امرأةُ الستّينِ، تَخْتفي.
أنا، عصابةٌ سوداء على عيْنيّ وأَعدُّ حتّى الأربعين ولا أُخطئُ العدّ.
أُمّي فاقدةُ البصرِ منذُ سنتيْن، لا تخْتَبئُ.
تُمسكُ بيدي و تساعدُني في البحثِ عنها،
غُرفةً، غرفةً، حتّى نصلَ قبْرَ أبي.
ماتَ بَابَا إذن منذُ أربعينَ يومًا؟
حينَ أخذوا سريرهُ من فوقي لم أنتبه،
كنتُ مُنْشغلةً، أَلعبُ معهُ لُعبة الغميضَة.
هو رجلُ السّبعين ( سبعونَ فقط)
ينامُ.
أنا، أَدسُّ رأسي تحت سريره و أختفي.
ويبقى ظهري عاريًا
بأربعينَ شرْخًا
تُحصيها أمّي، فاقدةُ البصرِ،
شَرخًا، شرْخًا حتى نصلَ قيرَ أبي
ولا تُخطئُ العدّ.
You Might Also Like
(سنبلة الحقل)
أنا سنبلة الحقل انتظرتك ،،، وألاف القوافل تحج إليك كأنتظار الطفل في باب الغياب بعد أنتحار النار بدميّ تغرقُ...
ثلاثة نصوص
ريهام عزيز الدين اعتراف حين تلتصق أجساد المُحبين تذوبُ الحدودُ الفاصلةُ بين إطارين تَتَكَشّفُ حديقةُ أحدهما للآخر تتهتكُ اللغةُ...
(هزيمتي في وليمةِ الدمع!)
متى أكونُ أغنيةً عراقيةً لا تؤمن بظلمةِ الأوتار ؟ في ضواحي قلبٍ مثقوبِ الذاكرة أنا طريدةُ الأمسِ البعيد...
أكبرُ بحذرٍ
ولدتٌ بأصابعَ طويلةٍ هذا كلُّ ما قِيل لِي .. من وقتِها وأنا أفكّرُ كيفَ أقبضُ على الرّيح .. لم ينتبِه...