نصوص

هذه غيمتك إيها الجنوبي

أحمد المالكي
إلى هشام المالكي
أعرفك حينما تفرغ رأس الأغصان
من فاكهة الاحلام
وتغفوا على صباح كامل الشجر
هذه غيمتك إيها الجنوبي
قمحاً.. وزيتاً. ..تمطر
صيفاً . . وحزناً . .. بلون اللا مآلوف تَكبُر
هذهِ بياضاتكَ
تهب مواسم الأحتراق حقيبة
متخمة بالمسافة
وشرارة سمراء
واشتعال مخفـي يطل من ثقب ناي مدينة
هذه بياضاتـكَ
شتاء تدور فيه أجنحة نسور الفكر
ورحلة طويلة من التبغ
أنفاسها بلا انتهاء
إيها الجنوبي
بأجداث موتانا
بالجثث المتبقية من أرواح البراءة
اكتب
اكتب نبذة عن الله المسروق
وعن بيوته التي مدت ذراع الرجوع
كنغمة تطفو على طبول. .. غروب
وعن عتمة المآذن
وعن ظلام المنابر
كيف يدور في خطب اللحظة
اكتب عن الحشر في الأماكن المشبوهة
وعن يوم الكآبة أذا نفخ في بوق المتآمرين
وعن بلد يختنق
وعن غبار المآتم
وطيلة دمعة كاملة
اكتب
ستتبع مجرى نبع شكوك محابرك
كل النوافذ التي كشفت عن شرفاتها النقاب
والدروب التي تركت خطاها هاربة
اكتب على أطراف الجنون
العقل البشري مهدد بالجفاف
فالكآبة تسيل بشيخوخة مرقعة.