نصوص

آدم

إبراهيم الفلاحي
آدم يسقط مجددا
يسقط فينا
ويسقط بنا
يسقط لضعفه
ولتحقيق رغبته
يسقط كي لا يحيق بأهله المكر السيء
يسقط للاستعلاء الفائض
يسقط على أرض الواقع
أو بناء على الفرضيات
يسقط حرا ومعتقدا بالفراغ
يسقط إجمالا
وبالأجزاء
يسقط آدم لأشياء عدة
منها رغبته في التكاثر
لنزوعه إلى الزيغ
يسقط لأسباب
ويسقط هكذا بلاسبب
أو لمجرد السقوط
يسقط ليجد الحكمة من كونه بلا مهمة معروفة أو مؤجلة
أو لفقدان الشغف دفعة واحدة
يسقط بطريقة أو بأخرى
وكثيرا ما يسقط لمزاولة الحرب
فالحرب جدوى الحرب
تبلغ أوجها
وترخي أعنتها
فقط ليواري جثامينه
تتنفس ضفادع الوحول في عينيه
ويبسق الدماء بشفاه غليضة
وقد يجنح للسلام فقط ليعد العدة لحرب أخرى
الحرب الدائرة فيه
تبقى دائرة
فيما السلام نزوة عالقة بلا ظفائر
الحرب جدوى الحرب
كي لا يفيق الرب
ولا يجف خمره ويستريح عاصره
فقد يعود كل شيء لحالة الهباء
وتسقط السماء عن تنهداته العظيمة
لذا فاليسقط آدم عن نفسه
وليسقط بالإنابة
ليستمر في السقوط هكذا بغير وجه حق
حتى يصير الوقت رتيب وثقيل
وبارد مثل الموتى
لا يعدو آدم حينها
عن كونه النحيب الوحيد
مجرد نحيب طويل بلا نهايه
مجرد فقرة مأساويه في الدنيا.