نصوص

ببطء عصفور

صلاح فائق

امشي في الليل ببطءِ عصفورٍ , بلا امل
في منطقة مناجم , معي توأمي واسمهُ صلاح فائق
يعجبني , يسردُ ما يتخيلُ عن غيومٍ واعاصير
وعند حطامِ سفينةٍ يتكلمُ مع ارواحٍ لا اراها
فتحومُ حولنا صقورٌ , تحيطهُ ولا تهتم بي
اجلسِ هناك حائراً ، ولا ادري ما افعل
أبي
*
حين يذهبُ الى ماتمٍ
يرتدي افضل ثيابه , يتعطرُ
يحملُ مظلةً حتى في الصيف ،
ولا يعودُ في المساء الى البيت ـ
ينامُ في فندقٍ لايعرفهُ احد
*
تناسبني الإقامة في اقبيةِ مكتبات
في الاصلِ انتمي الى بشرٍ هاجروا الى المريخ
بعد مولدي بيوم :
اخبرني جيرانٌ قدامى ,
وذكروا ان نهراً كان هنا بدا يبكي عندما غادروا .
تناسبني الاقامةُ في اقبية مكتبات
لأدرسَ تاريخ الفلاسفةِ وعادات الضباع
*
هذا كلامُ طفلٍ أصيبَ بنزيف
عند فحصهِ وجدوا ثقباً في إحدى رئتيهِ
واكتشفوا , مندهشينَ ,
الهواءَ يهربُ من هناكَ إلى الحقول
*
أحبّ أن اجمع اصدقائي الأوائل
للإحتفال بهم في ضاحيةٍ او قرب جبل
لا يهمني إن وصلوا في اكفانهم او عراةً
ساقفُ مرحّبا بهم , أخدمهم
وحينَ يتكلمونَ سأصغي اليهم بكل إنتباه
كما فعلتُ قبل خمسين سنة
*