نصوص

مياه مشبوهة

منى عاصي
لقد خرجت من عيادة طبيبي، خفيفة كمغفرة.
تركت في حوض أسماكه رجالا كانوا يسبحون في دمي.
علّقت على جدران عيادته، الصور المبعثرة في ذاكرة مصباحي. حتى الأسماء، التي كان يلقيها الأصدقاء تحت نافذتي كحبات قمح يابسة، زرعتها له في أصيص نبتته السويسرية المدللة.
اصطاد كل النحل من قميصي ونظف ألوانه المائعة من الحدائق
أنا خفيفة من قصائدي أغرقتها في كأس البيرة ،
ومن أصدقاء كانوا يزدحمون في قلبي بلا أكتاف.
خفيفة من عصافير كانت تعشش في جديلة قلبي
خفيفة كوعد الغواية،
خفيفة إذاً من رجالي ومن أصدقائي ،
من صوري ومن ملابسي،
من نصوصي ومن نافذتي التطل على عجوز تكتب رسائل لله عن وحدتي
أنا
خ
ف
ي
ف
ة
سوى من اسم تسيل منه امرأة يابسة
.
.