نصوص

ملك.. لا قبائل لي

محمد الطوبي​

طرق التيه لا تنتهي هي تبدأ من مذبح الحب والكتابة ملك تشتهي أن يؤرخ أنخابك البرق عشقاً بعشق فلا يهرب العمر في ضحكة الخطايا، لك ما يحتفي بصهيل المروج إذا خفرتك رماح مجوسية لاحتفال شموخ (ومالت صكوك القساوسة الخاسئين لأقصى الخديعة) آخيت هاوية الكاف والنون حتى تناهت إلى عمرك الوعر أنساب فتك مطهمة وتعاويذ فرسان سيرتا الذين أضاءوا تخوم المحال وفي كل بدء سيغوي هياج الرخام شراكاً مؤجلة سوف يغويك في شاهق السكر قلبك بالملكات فتنسى وأنى تضل الذهاب إلى سيريا syria كل بدء ستبدأ من دمعة الربابه.‏
لأعلى سفر أنت لم تعتصم في مرايا الخريف ولم تقترف في مخالطة المرتجى غير ما يترقرق في أرخبيل الضحى والضحى نزق لا تبارحه فاتنات المدينة والشبق المعرف تحدده مكتبات الرصيف بعيداً عن الأمنيات البسيطة أوغلت في سهوك الغامض الغض لا فاس للغرباء صباحاً يزنر شوق السنونو تباريح نخل يتيم ووحدك تعزفك الهيذبي لا هدى فاس تكتب فاس التي يتنورها عاشق عاصف أو شهيد أضاء شحوب المساء قريباً من “القرويين” شيخ البهاليل يصعد في السكر يلبس سلهام إشراقه شغفاً خارجاً من رماد الفصول ولا موعد غير موعدها إذ تشاء التي برجس صوتها وهديل وجيع يداها وميثاقها غمام. لأعلى سفر أنت يختارك الاختياري من ورد فاس جوقت لولوع المتاهة أبهى الشموس حماسة ربيع عميد لينشر نسرين غزلانه عاشق يرتدي سؤالاً لجوجا ويوهج أشجانه اليمام. صولجانك وهج الغواية لما ينادمك الأرق الأحمق التيه تاجك والشوق ترغلة الآنس فاس اسنوت لنهار وهيج على عرش ماء لمملكة الزنجبيل اعتراف الدم القرمطي، بيان البراءة يا وحدك، الليل جبتك الأبجدية في آخر الرعب، تسأل من أي درب ستسري إلى منزل ليس تخطئه الآن شبابة الياسمين ولا يتبرج في بأس أشيائه الظلام.‏
شريد الضحى،‏
أوجعتك فتون الشوارع من حيرة الشمعدان الموله أسرت بك الذكريات إلى جلنار الحنين الخلاسي فاخترت أحزانك البربرية ذاكرة لاحتفال الصنوبر أو كهرمان سبو، يا غريب القبائل زف إلى مشتهاك هوادجه الطيب فانتخبت صداح مواسمها قدحاً قدحا.‏
فاس أندلس لا تعاد فاس من قبرات الضحى‏
أنجبت باشتهاء المها طفلها المولوي سبو فاس أوركيدها الناهد المتوحش من لهف وسهاد فاس ما يشتهي عندليب الغواية من سندس وتواشيح تسكب في خفق أقمصة وفساتين فاس مراهقة النرنجفور وما كتب الماء من هزج ساق وشهقة نهد على بهو أحلى طفولته ومحا. فاس جرح تواريخ (كابده عاشقون) تعمده لوعة الزعفران وفاتحة الأقحوان وفاختة البيلسان تراني أحب التي وطن عشقها لا يحارب إقليم فوضاي أو أبجديتها سلسبيل من الفضة الشليا وردة لا تموت إذا فاس أدمنت الشهداء وأسكرت الشعراء اليتامى يضيق على موعدي موعد آخر لا يؤرخه مشهد امرأة في هديل الرخام وأمضى إلى نصر ناصرة وطناً زاهياً أشرعت بيقين دم فلتعش كل عاشقة عشقها عالياً يا بلادي سأقسم إن البلاد التي لوعتني بلادي وأن السيوف التي بايعتني السيوف التي باعت القلب ليست سيوفي لئن جاع قلبي هنا أو توجع خصر الصباح على وطن ليس لي لا تجوع يدي عطايا كلما صبوتي نورت سوسنة.‏
لم يكن لي بيان البراءة حتى أصدق أوثانهم لا حقيقة في باطل الحق إلا سطوع الحقيقة فلتشهد الكأس كأسي التي زمنا شربوا ورغيفي الذي أكلوا أعدقائي تنابلة خونة.‏
شارد وفضاء الشوارع صحراء أندية الليل صحراء من صخب راقص ودخان وضاحية الآه صحراء قيثارة العمر نازفة في ذهول الزنابق في آخر السهرة الغجرية تمضي النساء تباعاً إلى موسم عازف عنفوان المرايا لتفاح أحلامهن يمر ربيع السنونو ووحدك يا المغربي اليتيم تكرس عشقاً بهيجاً لتطلق من عرش أحلامك المتغير عرس حمام ولوع فتكتب ما تشتهي كلما قمر شاء من شهرمان الكمنجات ذكرى شتول توغلت في وقت أوراس سيدة فاصطفيت لموعدها شمعدان الأغاريد هل تتناقض وحدك لما يناقض حبك قلبك لما يوضح قلبك حبك أي صباح رشيق إليك يعيد وضوح التناقض في سلطة امرأتين هما برق سيف عتيق يرج جهات القصيدة واحدة وطن مفرد عشقها نخوة الانتماء إذا ما نفتك طبول القبائل لا تنتمي لإخضرار نهار يهب عليك شديد الشرود شهيد القرنفل إلا وسافرت وحدك في ملك أوراسها باذخ الشك إن جوهرتك ملاحقة الجسد الضاحك الفتك في أول أعزل أين ترحل أما تبتل فتنة قرطاج نجواك بالياسمين وأما ترقش أحواش أوراس بشراك؟ مسرفة في المجون مباهج نارنجة أولمت لطفولتك الناي قداحها الوجد والفجر في حضرة امرأتين هما حكمة الشعر أو نعمة المستحيل فأيهما اختطفت سطوة الشطح حتى اهتديت بأقصى الضلال الأنخاب عشقك في يسر غربتك النبوية تلك غبوقية الأمنيات التي دفقت وجع الانبهار إليك لتشهد من شدة الصبوات نحيب النخيل لتتلو أشهى صفاتك جرحاً بجرح.‏
أحبك والفاجع الفوضوي أنا ما أحبك والجامح المارق القرمطي أنا، أحبك والغجري الشهيد البدائي والنرجس الرجيم أنا، أحبك والعاشق السيء الحظ والاحتفالي والراهب الضال والانتحاري والوثني العميق أنا، أحبك والجارح الاختلافي والهمجي أنا، الملكوتي والانقلابي مجنونك العلني الصيفي الخفي الغبوتي والنبوي العتيق القتيل أنا. أحبك والقلق الشاعري المزاجي والبربري الشفيف الصبوحي بهلولك أنواله العاق والمتطرف في وصف آلائك “الباتنية” سيدتي كائنات القصيدة مملكتي وتهاليل عرشي موغلة في مديح مراياك لم يقتلوني ولم ينكسر صولجاني أنا أشهد الآن سيدتي إن وقت دمي مارق وعلى سيوف القبائل (خصيانها التعلبيون) مشهرة من أمام وغائلة من وراء.‏
وطليقاً يبايعني عشقي الحر سيفي وحيداً أحرض نايات حلمي على فرح خارق لنداء المتاهة ما استنفرت فلوات الصعاليك من غبطة اسمي جنوني أقاليم هجرته كل ما كاشف السكر أيقونتي أحتفي بالخطايا التي يهرب زهوها الأزلي الجليل أصوب شكي الجميل لغزلان مملكتي واسمك العنبري غناء غبوقي أنا كلما نبذتني القبائل عمدني ملكاً وشهيداً وعلمني كلما أشتاق ناي النبيذ صليبي أحبك أحلى جموحاً وفيروز عشقك يختار لي صولجان البهاء.‏
شادن فجر أوراسك النشيدي ربيعك يأتي شغوف النداء، عالياً وجعي الجرجري يضيء سؤال الخرافة لما القصيدة تغوي البشارة تستنفر المرايا لغواية حريتي آية الملك في نشوة الكبرياء.‏
إنْ قتلت اشهدي الآن إلا أمان ولا أصدقاء.‏
لا أموت أنا جلنار تدفق من شهوات رباب عشيق ولم ينتخب قدحي قاتلي فأنا ملك لا قبائل لي فسلام لأوراسك الحر سيدتي سطوة الأرز واسعة فلتكن شجراً صبوتي لرعاة صباح عبيق يعانق شرفتك المشمش المبكر قنديل دالية ساهر وابتهال عصافير لما يؤلقني ضوء نهديك يحرسني الورد أو يتسرب طيب البراري شفيفاً يسرح إيقاع أحلامك الشفقي فلا يجرح الوقت ذاكرة الليلكي المشاكس مرآتك الوقت لا أسأل الآن هل قاس قلبي مروق السهام إلى القلب؟ مجدي اندلاع ابتهاجك حيث يسدد أخضره الأبدي الشلعلع أيقونة خفرتها مفاتن أيقونة تشتهينا معاً حالمين هناك فيخرقنا نيزك باهر البوح شاوية مفردات دمي الآن، شاوية شهقة الناي في خلوة الروح كي أتوحد حراً هنا زاهياً زاهيا أتوحد لي فلتكن سطوة الأرز عشقي سلام لأوراسك الحر سيدتي نورزي وقت هذا المدى.‏
ثم مدي على جسر البحر موسمك السيدا سرحي مهرجان الذي يسكب الشوق في قدح حائر لا يبوح بما أرق الروح واستدرجي الوهج الجرجري الجسور إلى بهجة أجهدت جسدينا العشيقين شجوا، أطلقي صهوات النشيد كما أطلق النبأ الهدهدا، أي منعطف حالم وحميم إلى المرح الحرب أغدقنا أي منعطف ضارع لانطلاق الضلال الكريم ترقرق ضوءاً جريح الندى في ضيافة دلفين عنابة مستبد صغير؟ أكنا نمارس في “ساحة الثورة” الحلم حرية الحب يا طفلة الفرح المبتدأ؟‏
زوقي مرج أغنية واصعدي منتهى الصحو لاسعة الطيب ردي إلى منتهى القلب فجر ملائكة وأيائل نبع اشتهي من مشيئة زنبقة ما أشتهي بيرق الولع المعمداني لما يضوع بتسميتي في اعتراف الحمام شرار الحنين تجليّي لأقرأ أغواء صلباني المغربية لا وقت للشجن المستحيل هنا واصلي عزفك الشيق الجارح المفردا.‏
واصلي هذيان المروق الحميد انسياب الجنون السعيد وهزي هزيع متاهي الأغر إليك لأنسى الذي ضاع مني سدى.‏
رتليني كما اشتقت يا أنت وارعي قليلاً سفرجلة القلب حتى يخضبني وجعي الجرجري فأحصي على جاه شكي شتاتي النهاري في دهشة غسق جمهرت كائنات القصيدة من نزف جهوري فطاشت وجمهرها صولجاني وطاشت جهات تكاشفني بالذي لم يكن لي فمن يرشد الآن من يا المتيم يا صولجان الهدى؟‏
ارفع الآن يا القلب نخب الصباح الذي لوعك وحمام الأغاني الذي شيعك؟‏
كم سأبقى أحرض نار النبيذ عليك معك..‏