نصوص

إلى كافكا

ضياف البراق
الى كافكا:
أدركتُ من أول دمعة فاشلة أن الذين يولدون من جرح الحب، هم الذين لا تكترثْ لهم الحياة قط، هم الذين يموتون كل يوم و لا يخجلون من ذلك، هم الذين يجهل عظمتهم الزمان. بمعنى انك لم تكنْ خلال حياتك الضئيلة سوى حفنة ذكرى فارغة معلقة خارج الذاكرة، مثلي تمامًا. بل، أدركتُ منذُ النهاية الأولى أن الحياة لن تكون إلا من نصيب الجبناء و فقراء الحرية و الحب، كما أدركتُّ الآن ان الحرب لن تموت إلا عندما يموت الظلم كاملًا و هذا مستحيل دون شك. كمْ نحن محظوظون بهذا .. نعمْ محظوظون!
هل تعرف ما هي الحرب؟
الجواب: غياب العدالة و حضور الخوف في آن. و غياب العدالة يعني غياب النبض عن قلب الأرض، لكنه غياب شبه كلي، و لا رؤية لقلبٍ بلا بوصلة. فالحرب هي الحرب، والأمس هو الأمس .. فلا ثمة وجود للحاضر في فصل النوستالجيا العوجاء، أي: فصل الروح عن الجسد، فصل الحقيقة عن الحقيقة، فصل الصوت عن الهواء أو الضوء عن الصورة.
قبل مجيئكَ إلى هنا، كان ينبغي عليك أن تدري ان المستقبل أجمل كذبة هزلية أصابتْ حياتنا الكسلى … لا مستقبل للرمل أو الدخان، لا مستقبل للسكارى. لكنْ، لا مشكلة، للتّو حان لك أن تدري.
ختاماً، إليكَ هذه الخلاصة المنسية: الحياة كلها ماضي بالقطع. أي: الماضي نوعان: حاضر و مستقبل. فلا غرابة من ذلك؛ هكذا بالضبط منطق الحرب!
للجرح بقية…