نصوص

ثقوب

مصطفى الحضراوي

لا تسألها عن حجمِ حبّها لك
امسح قلبها من غبار الأمس
و قف أمامها بلا قناع
كما تفعل مع المِرآة
حينها فقط
ستعرف حجمَ وجهك

**

لو أن الزّمن يتوقف لحظةً
أرتاحُ فيها من تسلُّق جبلِ العُمر
و أُلقي نظرةً أخيرةً على خرابِ الماضي
قبل الوصولِ إلى القمّة
لو أن الزّمن يتوقف بُرهةً
أرتاحُ فيها من هذا الطلوعِ المَائِل
و أخلعُ رِداء النّدم
أرميهِ وسط الخراب
و أمضِي
**
حين أكون في الشارع
وأزيز الرصاص يحاصرني
لا اخشى الموت
لكني ارتعب من طلقة طائشة
قد تصيب قلب أمي
الذي يرافقني كلما خرجت من البيت.

**
لم يكن من هواةِ القتل
لكن الأحبّةَ الرّاحلين
استباحوا عقلَه
و عاثوا فسادا في رأسِه
برصاصةٍ واحدةٍ
قتلهم جميعاً
و استراح
**
بتَروا ساقيهِ
و قالوا
سِـرْ
فَقأوا عينيهِ
و قالوا
انظرْ
ثقبوا رئتيهِ
و قالوا
تنفسْ

يا الله
إلى متى سيبقى عالةً على سواعدِ المقهورين
هذا الوطنُ المُعاق ؟