عبير الفقي
موناليزا .. موناليزا
اخبريني عن سر ابتسامتك،
أعدك أني لن أقول شيئا للآخرين
ربما حين يثيرون الموضوع أمامي
سأنظر إليك و إلي ستنظرين
ثم نتبادل الابتسامات الغامضة.
موناليزا .. موناليزا
حسنا، ظلي صامتة كما أنت،
لا تخبريني شيئا عن سر ابتسامتك،
دعيني أعتقد أنك تبتسمين سخرية
من العالم القبيح الذي نحيا فيه،
ومن كل هؤلاء الحمقى الوافدين لرؤيتك
قاطعين المسافات الطويلة من أجل نظرة إليك،
تاركين زوجات أجمل من أبتسامتك
وعيون أطيب من عينيك،
ليقفوا مشدوهين أمام جمالك المرسوم،
متسائلين عن سر الألوان وزاوية الرسم.
دعيني أظن ايضا أنك تبتسمين
ربما تخفين به آلما في آسنانك،
أو ألما في قلبك
لدموع الأمهات اللائي فقدن أطفال
كانت لديهم ابتسامات أحن
و أصفى من ابتسامتك.
أو ربما أنت تبتسمين من الجنون المنتشر
الذي يحيط بنا في كل الاماكن،
نشاهده في تلفاز ينفجر كل شيء يعرضه،
المطاعم تنفجر، الشوارع تنفجر ،
المدارس تنفجر، المستشفيات تنفجر،
الناس تنفجر ، الحيوانات تنفجر،
المنازل تنفجر …حتى بيوت الله تنفجر.
موناليزا.. موناليزا
لا تبتسمي أمامي من فضلك
امسحي ابتسامتك تلك من على شفتيك
كلما شاهدتها أشعر بالحزن الشديد،
ربما عليك، أو على نفسي ،
أو على عالم بائس،
يرفض دفع دولار واحد ليطعم به جائع،
ثم يدفع الملايين ليشاهد صورة امرأة،
مجرد صورة لامرأة معلقة على جدار وتبتسم،
محتجزة بلا روح بداخل إطار وتبتسم،
لا يمكنها الفرار من قيدها أبدا، ثم تبتسم!
أخبريني بالله عليك موناليزا،
أمرأة كهذه –مثلك-
كيف يمكنها الحياة ليوم واحد؟
كيف يمكنها للحظة واحدة أن تبتسم؟
———-
You Might Also Like
(سنبلة الحقل)
أنا سنبلة الحقل انتظرتك ،،، وألاف القوافل تحج إليك كأنتظار الطفل في باب الغياب بعد أنتحار النار بدميّ تغرقُ...
ثلاثة نصوص
ريهام عزيز الدين اعتراف حين تلتصق أجساد المُحبين تذوبُ الحدودُ الفاصلةُ بين إطارين تَتَكَشّفُ حديقةُ أحدهما للآخر تتهتكُ اللغةُ...
(هزيمتي في وليمةِ الدمع!)
متى أكونُ أغنيةً عراقيةً لا تؤمن بظلمةِ الأوتار ؟ في ضواحي قلبٍ مثقوبِ الذاكرة أنا طريدةُ الأمسِ البعيد...
أكبرُ بحذرٍ
ولدتٌ بأصابعَ طويلةٍ هذا كلُّ ما قِيل لِي .. من وقتِها وأنا أفكّرُ كيفَ أقبضُ على الرّيح .. لم ينتبِه...