نصوص

أراقبُكِ وأعدُّ عليكِ أنفاسٙكِ

عادل العدوي
نعم
أراقبُكِ وأعدُّ عليكِ أنفاسٙكِ
حتى وأنتِ تصنعينٙ بيتزا النوتيلا الحلوةِ
وتزيدينٙ بها كمية السكرِ والشيكولاتة
غير آبهةٍ بالكارثةِ التي سوفٙ تحدثُ
تعلمينٙ أنني لا أطيقُ الإفراطٙ في السكرياتِ
لكنني لا أستطيعُ التوقفٙ عن التهامِ أصابعكِ الشهيةِ
أراقبُ كلّٙ حركاتِكِ بدقةٍ
طريقتُكِ في تنسيقِ ملابسكِ
واختياركِ للعطرِ المناسبِ للسهرةِ
محاولاتِكِ بإقناعي بوضعِ ماسةٍ على أرنبةِ أنفِكِ
بينما أنزعجُ من انعكاسِ الأضواءِ عليها
أعرفُ أنني قلقٌ بهذا الشأنِ
وأحيانًا أرتبكُ حين تلمسُ اصابعُكِ مفاتيحِ اللعبِ
وتحذرينٙ عيني التي تطلُ عليكِ كعنكبوتٍ يلبدُ في كلِّ زاويةٍ
وربما يصيبُكِ مللُ صغيرُ
وقد يكبرُ وينتفخُ كبلونِ غازٍ في صالةِ المنزلِ
يُضيِّقُ عليكِ المسافاتِ لِتختنقي تمامًا
أعرفُ كلّٙ هذا وأكثرٙ
حتى إنّٙكِ قد تنكرينٙ أشياءً بسيطةً وغيرٙ ذي أهميةٍ
مراعاةً لقلقي الأهبلٙ
صدقيني!
دعينا نوقفُ اللعبٙ
أنا مجهدٌ
هذا أقسى مما يتحملُه دبٌّ قطبيٌّ يبحثُ عن فريسةٍ ضائعةٍ في الثلجِ.