نصوص

أغنيةٌ في باكو

طالب عبدالغزيز
بعويناتِها السَّوداءِ، وشعرِها الداكنِ الطويلِ
وقفتْ، تردُّ التحيةَ على وطنِها الجَديد
لا، لمْ تكنِ الأغنيةُ كلماتٍ في الحربِ،
أو البطولةِ ، أبداً ..
كانتْ عِشقاً في الاودّيةِ ،
شجرةَ جوزٍ طليقةً في الرِّيح .
وبجنجرةٍ هي الاقرب الى الينابيع
راحت تَسقي ظمأ الذين قدِموا من الأعالي .
المقامُ نهاوند ..
والصوتُ جبليٌّ خالد ..
هي بفستانِها الذي يُشبهُ نديفاً من الثلج
وهو بمعزفهِ المُختنِقِ بالحكايات
ظلّتْ تنالُ من فُوضى القاعةِ
حتى اكتملَ النرجسُ في حديقةِ صوتِها
وببذلةٍ من جِلْدِ الماعز ، أخْلَقَها
عازفُ النايِّ النحيلُ يأخذُ عنها الطريقَ
نازلاً بها مَرقاةَ المَسرحِ
الولدُ المُطلقُ بينَ الرُّعاةِ،
يختصرُ صورةَ الهابطينَ من الجبل
العصا تنصِّفُ ما بينَ كتفيهِ
ولا أُحصي السِّلال التي ينوءُ تحتها
هو لنْ يعودَ ثانيةً، الى هناك
الشتاءاتُ التي تنقضي سريعاً
تذكّرنا به.
باكو 27 حزيران 2017