نصوص

تركت ظلي يهبط عليّ

مروة ملحم
لأنني بلا هدف أو نوايا
تركت ظلي يهبط عليّ
ويسحبني في الليل و في الضوء مثل دبٍّ جريح
لم أكن أعرف أن للظل زمامٌ يُغلق
وأنه يمكن سجني
في فسحةٍ أضيق من عروة
وأنه ما من إبرةٍ شبّت في البياض
يمكنها اقتحام زنزانتي.
كان بودي القول أن نيتي لم تكن صافية
وأنني اختبأت بإرادتي في عتمة مزيفة كي أصطاد
وكنت أنوي أن أنقض على أغنية ما، ضائعة
وأن ألبسها صوتي
ويصير صوتي أغنيةً ضائعة
يربت عليها العابرون و يرددها قطاع الطرق
لكنني كنت بلا نوايا
وكان عمري يُنسى مثل أحجيات صعبة
و حزني يكبر مثل كذبة
وكنت داخل ظلي ثقيلاً
كأنني عبأت جيوبي بالأكاذيب
أكاذيب كالحجارة تشدني نحو الهاويات
ولم أكن أنوي قتل نفسي
ولا العيش داخل ظل ينتحل شكل دوامة
ولا الرقود في القاع كالسمك المريض
بقيت أردد أنني بلا نوايا
دعني أيها الظل أمد رأسي
وأفتح فمي للطعوم القادمة
حياً قليلاً
وميتاً قليلاً
مثل جدارٍ عصفت به الريح
انهد ولم يصدق أنها الريح الصديقة
مثل قلبٍ طعنه شبحٌ ضجر
لم يعرف إن كانت طعنةً قائمةً أم باطلة
ومع أن الألم كان حقيقياً
حقيقياً جداً
فالموت لم يأت.
كنت أريد تعويذة تبطل الموت
سحراً يحيلني فأساً
أو فأساً ينحتني طائراً أحمق
أو طائراً أحمق يعيرني قشاً
قشاً كبر في البياض
يكفي غريقاً شب في العتمة
يكفي صياداً بلا نوايا
فشل في التقاط صهوةٍ واحدة
تقوده إلى هاوية حقيقية.
مروة ملحم _ سوريا