نصوص

يتكررون بي وحدي

نبيل نعمة
كلهم
يتوارون بي
عاشقة تفتحتْ أزهارُ بهجتها في الموعد الأول،
ولدٌ خفقتْ بقلبِه امرأة، وأسكرتْه قصيدةٌ.
لذةٌ تسبق العاصفة،
شعراءُ مضغتهم الحروبُ،
آخرون روضهم الهجران،
مزيدٌ من الخسارات،
والزمنِ الذي يعدو مسرعاً،
كلهم يتوارون بي،
وأنا ما زلتُ وحدي
أتعذب الآن أكثر،
أتعذبُ لأن حشدا من الآخرين يحاصرني.
الآخرون تعب الآله الذي يستريح في دمي،
الآخرون محنة المشاوير ،
الآخرون على شفتي،
يا لهذا الضجيج الذي يسكن روحي؟.
أتعدد، أكابد أنتشاري
المنفى أن تكون غيرَك،
غيرُك أن يكونك منفى.
لا شيء جديد يشبه أحلامي.
النبع ما زال يجري للمنحدر،
والزهرة لم تتورط بالأبدية،
الحدائق هي الأخرى لم يداهمْها السؤالُ عن الأسوار…
مألوفاً صار الزمن
والكتابة والخضرة والتحديق،
بالطين الذي يتكرر في الوجوه،
في الوجوه المتعبة، أو المحاصرة،
أو تلك التي تبحث عن الخلاص من الوجوه.
لا جدوى أذن من الكتابة
عن الأشجار دون الحديث إليها.
ولا الماء دون الغرق,
ولا الموجة دون التلويح.
أليكم مثلا إنني مطوّق بظلّي،
وهذا أقصى ما يمكن من قيود
أيتها الأرض.
ألفتُ الجسدَ المتوحش،
ارتجالي براريه القاحلة،
عواءَ الذئب،
هذه الموسيقى التي تركض في دمي.
أنتشاري كربٍّ في تفاصيل خلقه.
ألفتُ الهواء الذي يتكرر،
الزمنَ الذي يجري،
الحزنَ الذي لا يتوقف
والقصائدَ التي لم تكتب.
ألفتُ جنوني في الكتابة،
ألفتُ ظلّي والآخر الذي لم أصرهُ،
إحساسي مجددًا بأن نهارًا سيأتي.
ألفتُ عملي!
يا ربُّ
كم سيكون صعبا قول ذلك.
على عطلها،
ألفتُ حياتي مذ خطر لكِ القولُ
لستُ غيركَ.،