نصوص

مسموم بالسكر

محمد عبدالوكيل جازم

تعارفنا في المشفى
قالت إحدى الطبيبات
-هذا صديقك
لم أتبينه جيدا
قال :أنا أكثر الخلق قراءة…
قرأت لكُ : “حجم الرائحة
ونهايات قمحية
والبرد..و…”
لحظتها لم أكن أرى شيئاً
أتذكر أن بلور الثلج
كان يلمع في عينيه -فقط-
قالت الطبيبة
وضحكتها ترتطم بالفراغ
-أنه سُكّر
ضحكنا معاً
وحين أفقت التفت إلى الأجهزة البيضاء
كان ثوب صديقي الجديد “سُكر”
موشّى بحبيبات فضية من دمي
رأيت –أيضا- حواجز الزجاج
العائمة في نور الغرفة..
ثمة جدران مهولة نسي الدهان
عليها بقعا تشبه الغيوم
لم تسعفني ساقي ولا سواعدي
ولم أدر؛
أكان الضباب يستريح هنا أم على معاطف الطبيبات؟
أهذا لون صديقي سُكّر الطّيب الأبيض
أم سُمّه المركون في دولاب العتمة؟
أكنت غريباً فوق سحب
من الخراب الصامت
أم قريباً من ضباب المقابر ؟
لا أدري !!
كل ما أحسه الآن أنني مسموم بالسكر
7-9 -2016م