نصوص

خاصرة صنعاء

مريم طبطبائي
خاصرةُ صنعاء الدافئة
و”قَات” الموت يا بلدي
وتسعٌ وتسعون طلقةً يمنيّة
إلا واحدة
تعبرُ أرض النبيّ تصلُ غريَّ “إيليّا”..
منذ كوفةٍ، وألفٍ من قلوب
الرسالةُ تلك
على حالها
تمشي عجزاً بين الأزقّة
لا يَدَ لابن عقيلٍ هنا
ولا طلّة لأشتر..
والعمر كيومٍ لا كبعضه..
وسمراءُ اليمنِ حافية
الحذاء أغلى من مهر بندقية زيدٍ
والماءُ شأنهُ ملكيٌّ
بين عشائر الشمس، وتتبخّرُ العيون
يا كل العيون حين لا قيسَ
في حضنِ طلقة..
وال يثرِبُ النائمة
أرملةُ الغارِ النحيلة
هناك
حيث كان ضجيجُ ضيوف الفتى الأميّ
وبكوةَ الأنثى الأولى
بين يدي محمد
وقافلة خديجة
إلى يمن اليُمن والضيافة
وأرض العشق الواسعة..
لو تعودين يا حبيبة الرسول
إلى حيث الخبيث يسحب حقده
وترينَ “الربع الخالي” من الحياة
وحلم الطفولة الموؤودة في ” حضر موت”
وفي صحراء “رملة السبعين”
ألف تابوتٍ
وألف فؤاد أمّ
لم يزل “فارغا”..
وألف كربلاء على باب صنعاء
وألف نافورة دمٍ من نحر الذبيح
والثأر في خيم عشائر الحق
يتدرّب على الموت الآتي
صاحب الدم سلطانٌ
لايستريح..